#مسجد (سليم الأول) في مدينة مانهايم بجمهورية ألمانيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الحديثة بمدينة مانهايم التابعة لولاية بادن في جنوب غرب ألمانيا، وسمي بهذا الاسم تخليدا لاسم السلطان العثماني سليم الأول الذي يعد من أعظم السلاطين في التأريخ العثماني!
وكانت الجالية المسلمة قد تعاونت من أجل بنائه وتم افتتاحه بالفعل سنة ١٩٩٥م، وكلفت أعمال التشييد والتجهيز عشرة ملايين مارك ألماني، جرى جمعها من تبرعات مسلمي مانهايم وأغلبهم من الأتراك؛ ولذلك أطلق على المسجد اسم علم تركي!
ويشكل الأتراك أكثر من نصف الجالية المسلمة في ألمانيا والتي يصل عددها إلى قرابة ستة ملايين بحسب الأرقام الرسمية، وكان الأتراك قد أسهموا في بناء ألمانيا بعد تدميرها في الحرب العالمية الثانية، فمنحتهم بلدية مدينة مانهايم قطعة أرض خربة في منطقة يونغبوش حتى يقام عليها أول مسجد في هذه المدينة، عرفاناً بجميلهم في بناء بلدهم!
يعد من أكبر مساجد ألمانيا بل كان أكبرها حتى سنة ٢٠٠٨م؛ حيث أقيم على قطعة أرض كبيرة، ويستوعب مصلياه حوالي ٣٠٠٠ مصلّ من الرجال والنساء، بجانب احتوائه على أقسام أخرى ذات صلة بصناعة الوعي وتمتين صروح المجتمع الإسلامي في هذا المجتمع ذي الأكثرية البروتستانتية.
ومن الواضح أن تصميم المسجد قد جرى وفق الطراز العثماني في العمارة والتزيين، مع بعض اللمسات الحديثة، وقد صممه مكتب معماري تركي في هولندا؛ فظهر على شاكلة المساجد التركية، بهيكله المرتفع الذي يصل إلى ٣٥م، وقبته الكبيرة ومئذنته القلمية العالية، لكن المئذنة تصدعت عام ٢٠٠٥م مما استلزم هدمها والقيام بتشييد مئذنة جديدة أقل سمكاً من الأولى.
ويمتلك المسجد نفس جمال المساجد العثمانية في الداخل من حيث النقوش والزخارف الإسلامية والخطوط العربية، ويعد المنبر تحفة فنية رائعة تم تجهيزه من أفضل أنواع الخشب، وتتدلى من سقف القبة ثريا ضخمة!
