حكم نبش مقبرة لإقامة سكن للأيتام

حكم نبش مقبرة لإقامة سكن للأيتام



حكم نبش مقبرة لإقامة سكن للأيتام🔘

⭕ السؤال:

- عندنا مقبرة في مديرية المسراخ بتعز، وجاء مشروع من الكويت لعمل سكن خاص بالطلاب الأيتام، ويريدون عمل هذا المشروع على أرض هذه المقبرة، فهل هذا العمل جائز؟

💡 الإجابة:

- جعلت الشريعة لقبور المسلمين حرمة عظيمة، وقررت أن حرمة الاعتداء على الميت كحرمة الاعتداء على الحي، كما روى أحمد وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كسر عظم الميت ككسره حيا)، وهو حديث صحيح، بل حرّمت حتى الجلوس على سطح القبر مع أن بين الجالس وبين الميت أكواما من التراب، فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر)، ولذا كان النبش للقبور، أو استخراج أهلها منها لغير سبب شرعي منكر عظيم، ومعصية خطيرة، وهو من الجشع والأنانية التي غلبت على كثير من الناس في عصرنا للأسف، فلم تسعهم الأرض على وسعها حتى عادوا إلى قبور المسلمين لنبشها، وانتهاك حرمتها لأقل الأسباب والشبهات، ونسوا أنهم سيكونون يوما من سكّان تلك القبور، فهل يسعدهم أن يقوم أحد بنبش قبورهم، ويستولي على بيوتهم ليبني بيتا لنفسه أو لغيره؟!

والنبش للقبور على النحو الوارد في السؤال محرم لعدة أمور أهمها:

1⃣ ما في ذلك من الاعتداء على الميت، وانتهاك حرمته، وانتزاع حق من حقوقه، فمن سبق إلى مباح فهو أولى به.

2⃣ أن في ذلك اعتداء على أرض الوقف، فالأرض أوقفها صاحبها لتكون مقبرة، وهو أحق بوقفه، وبجهة البر التي يريد أن يتعبّد الله بها، فلا يحق لغيره أن يتصرف فيها بغير ذلك، وقد نص فقهاء الإسلام على أن (نص الواقف كنص الشارع) أي أنه لا يجوز مخالفته ما لم يكن في معصية، أو بطل نفع الوقف تماما وانقطع الاحتياج له، فيتم تحويله لمبرّة مماثلة بحسب ما يراه ناظر الوقف، أو المحكمة الشرعية، وفي كل الأحوال لا تنتهي وقفيته.

وبهذا تعرف عدم جواز نبش المقبرة لإقامة مشاريع أخرى فيها، ولا فرق في ذلك إن كانت جثث الموتى قد بقي منها شيء، أو أنها فنيت تماما، ففي الحالة الأولى لا يجوز نبشها لدفن ميت آخر في نفس القبر ولا لغير ذلك، وفي الحالة الثانية يجوز نبشها فقط لدفن ميت آخر مع بقاء وقفيتها كمقبرة، ولا يجوز إخراجها عن وقفيتها.

فأنصح القائمين على المشروع بالبحث عن موضع آخر لإقامة مشروعهم؛ فأرض الله واسعة، وجزاهم الله خيرا على اهتمامهم بالأيتام، ولكن ليس من المنطق والشرع أن تفعل خيرا بارتكاب معصية، وتحسن للأيتام بالإساءة إلى الأموات.

والله المستعان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

قناتي في الواتسأب:

https://whatsapp.com/channel/0...

x