مسجد مركز الثقافة الإسلامية في مدينة وارسو عاصمة جمهورية بولندا ٢

مسجد مركز الثقافة الإسلامية في مدينة وارسو عاصمة جمهورية بولندا ٢



#مسجد (مركز الثقافة الإسلامية) في مدينة وارسو عاصمة جمهورية بولندا.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد والمركز الثقافي في موقع مميَّز للغاية، بالقرب مما يسمى بالمدينة الزرقاء في مدينة وارسو عاصمة جمهورية بولندا الواقعة في وسط أوروبا.

بني المسجد من ضمن مكونات المركز الثقافي الإسلامي الذي يعد من أكبر مراكز الثقافة الإسلامية الحديثة على مستوى أوروبا كلها.

وقد جرى وضع حجر الأساس للمركز في عام ٢٠١٠م وتم الانتهاء من إنشائه وافتتاحه عام ٢٠١٥م، وتولت إنشاء المركز جهتان تعملان في بولندا وهما الرابطة الإسلامية للتشكيل الثقافي، والرابطة الإسلامية في بولندا، وتتوليان أيضا إدارته بصورة مشتركة، وكان الراعي الرئيس للمشروع هو الشيخ عبداللطيف الفوزان، الذي بدأ بجائزة عبداللطيف الفوزان للهندسة المعمارية، وقد دعمت المركز جهات مانحة من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا.

اتسم تصميم المركز بالجمع بين الطراز التقليدي الحاضر في الشرق الأوسط، وبين العمارة المعاصرة القائمة في أوروبا، وإن كانت الغلبة للحداثة.

يتكون هذا المبنى الضخم من ٤ طوابق فسيحة، وتتضمن قاعة كبيرة للصلاة تتسع لحوالي ٦٠٠ شخص، وقاعة مؤتمرات ضخمة، وفصولا دراسية، ومكتبة غنية بالمراجع الضرورية لتكوين شخصية إسلامية تعي دينها وتستوعب عصرها، بجانب المكاتب الإدارية والخدمية. ويمتلك فناء متوسطا توزع بين مواقف للسيارات ومساحات خضراء.

ويبدو أن المسجد قد جرى تشييده من الحديد والزجاج وملحقاتهما ولوازمهما، وفي وسط المبنى ذي الشكل المستطيل تنبثق مئذنة فريدة بصورة جذابة لتعلن عن الهوية الإسلامية لهذا المبنى الذي وجد في الأصل ليتولى المحافظة على هوية المسلمين في قلب أوروبا المسيحية!

ويؤدي المسجد والمركز وظائف حيوية عديدة في حياة المجتمع المحلي بهذه المدينة الغربية، فبجانب تيسير إقامة الصلوات وإشاعة موعظة الجمعة، يتولى القائمون على المسجد والمركز تمثيل مصالح الأقلية المسلمة الصغيرة في هذا البلد، وحل مشكلاتها البَينية والخارجية، وتذليل الصعوبات التي تظهر أمام الاندماج الواعي وسط المجتمع البولندي الذي يوصف بأنه الأكثر تشددا في أوروبا لمسيحيته، أي الاندماج الذي تتحقق فيه مقاصد التعارف والتفاهم والتعاون دون السقوط في فخ فقدان الهُوِيَّة الإسلامية!

x