#مسجد (بولو هوز) في مدينة بخارى بجمهورية أوزبكستان.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في القلب التأريخي لمدينة بخارى العريقة والعامرة بالآثار التاريخية ذات القيمة الكبيرة، وتقابله قلعة آرك.
بني هذا المسجد عام ١٧١٢م، ومر بأطوار عديدة حتى وصل إلينا بهذه الصورة الأنيقة رغم تجاعيد الزمن البادية على بعض أجزائه. ومما سجلته كتب التأريخ بهذا الصدد أن أهالي المدينة أضافوا له سنة ١٩١٧م عشرين عموداً من الخشب كدعائم للإيوان، وجرى تزيينها بالمقرنصات الجميلة وطلاؤها بالألوان الزاهية، مما زاد من قيمته الفنية العالية!
وكان هذا المسجد محظوظا لأنه لم يتعرض للهدم أو التوظيف السيء في غير ما وجد له والذي حدث لآلاف المساجد في إطار بلدان ما سمي بالاتحاد السوفييتي التي حكمتها الشيوعية منذ عام ١٩١٧م إلى عام ١٩٩٠م، وربما كان ذلك بسبب قيمته الفنية أو للمكانة الكبرى لمدينة بخارى في الوجدان المسلم!
وقد زادت العناية بهذا المسجد بعد أن جرى تسجيله كإرث تاريخي عالمي من قبل منظمة اليونسكو الأممية، بجانب أجزاء واسعة من مدينة بخارى التأريخية.
جمع المسجد في تصميمه العام وتفاصيله الفنية الدقيقة بين الطرازين الأندلسي والهندي مع لمسات خفيفة من طراز أوزبكستان وخيال المهندس المعماري الذي قام بوضع مخطط المبنى. ومهما يكن الأمر فإن المسجد يمتلك مبنى مختلفا عن المباني القائمة في هذه المدينة التي عاش فيها عدد كبير من أعلام الأمة الإسلامية وعلى رأسهم الإمام المحدث البخاري والشيخ الرئيس ابن سيناء!
ولا نتردد في هذا المقام عن التأكيد على أن مجموعة من التفاصيل الفنية الفريدة قد جعلته تحفة معمارية متميزة، بدلالة أنه من أكثر المباني زيارة في بخارى والتي تحوي مساجد ومدارس ومعاهد وقلاعا وتكايا ذات مكانة تأريخية وقيمة فنية عالية!
وبجانب كون المسجد معلما سياحيا بارزا في بخارى، فإنه ما زال يقوم بوظيفته ولا سيما في إقامة الصلوات اليومية وصلاة الجمعة وصلاة العيدين!
