#مسجد (السلام) في مدينة سانتياغو عاصمة جمهورية تشيلي.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أقصى مغرب الشمس، حيث توجد أقلية مسلمة ضعيفة وسط شعب كاثوليكي، ولا تمتلك الأقلية المسلمة في تشيلي سوى خمسة مساجد، اثنان منها في العاصمة سانتياجو، وهذا المسجد أحدهما، وقد بناه أحد الدعاة بجهود ذاتية سنة ١٩٨٨م، وافتتح سنة ١٩٨٩م وسط فرح لا يوصف من قبل المسلمين هناك!
ومع ذلك فإن بعض الغربيين يمارسون تحريضا مبطنا ضد المسلمين من خلال التهويل من قوتهم والمبالغة في أعدادهم، والمسلمون يفرحون بذلك ويتناقلون الكلام غير منتبهين لفحواه، وعلى سبيل المثال قام باحثان متخصصان في ثقافة الشرق الأوسط بكتابة تقرير في موقع أسترالي يدعى (ذا كونفرزيشن) مارسا فيه قدرا من التهويل حول حضور المسلمين في أمريكا اللاتينية، حتى قالا عن تشيلي بأنها صارت "جزءا من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع"!
مع العلم أن عدد المسلمين في تشيلي يبلغ ٥٠٠٠ نسمة من ضمن ١٨ مليون هم سكان هذا البلد الكاثوليكي ذي الثقافة الإسبانية، ولكم أن تتخيلوا كيف يصير شعب تعداده ١٨ مليون مسيحي شعبا مسلما لأن فيه ٥ ألف مسلم؟!
مع العلم أن هناك روايات تأريخية تتحدث عن وصول المسلمين إلى هذه القارة قبل الإسبان والبرتغاليين، وفي العصر الحديث بدأ العرب الآتون من سوريا ولبنان وفلسطين بالوصول إلى هذا البلد منذ عام ١٨٦٥م، وقاموا بتأسيس اتحاد المجتمع المسلم عام ١٩٢٦م.
وظلت الجالية المسلمة تعاني من الضعف، ولم تنجح في بناء أول مسجد في هذا البلد إلا سنة ١٩٨٩م وهو مسجد السلام الذي نحن بصدده!
يتكون المسجد من طابقين على الأقل، ويتسع لحوالي ١٥٠٠ مصلٍّ، ويتضمن بجانب مصليي الرجال والنساء قاعة متعددة الأغراض وفصولا دراسية ومكتبة، وصار محور نشاط الجالية المسلمة في مدينة سانتياغو؛ حيث يلتقون من سائر الجنسيات فيتعارفون ويتعاونون، ويقومون بتعليم أبنائهم أساسيات الإسلام وأبجدية اللغة العربيه.
وللمسجد علاقات رسمية بالحكومة التشيلية ومؤسسة اتحاد الأديان، ويسهم في تنظيم حوار الحضارات والثقافات من خلال استضافة المركز التابع له لباحثين في الشؤون العربية والإسلامية من جامعات البلاد، ويقوم بتنظيم محاضرات في المدارس والجامعات والنوادي، ويتولى تعليم من يريدون اللغة العربية.
يتميز المسجد بتصميمه الفريد الذي أخذ شكل النجمة الثمانية، ويزدان بمنارة متميزة وقبة ذهبية ساحرة، ويتألق بلونه الأبيض ونقوشه الهادئة!
