هل يجوز لأهل فلسطين قتال عدوهم رغم عدم امتلاكهم لقوة تتفوق على قوتهم

هل يجوز لأهل فلسطين قتال عدوهم رغم عدم امتلاكهم لقوة تتفوق على قوتهم



هل يجوز لأهل فلسطين قتال عدوهم رغم عدم امتلاكهم لقوة تتفوق على قوتهم؟🔘

⭕ السؤال:

- هل يجوز لأهل فلسطين أن يقاتلوا اليهود وهم أكثر منهم عددا وعدة وقوة، ورغم علمهم أن اليهود سيرتكبون المجازر في حق المدنيين والنساء والأطفال والبيوت؟

💡 الإجابة:

- هذه من تلبيسات الشيطان على بعض الناس، فأهل فلسطين وغيرهم من المسلمين ليسوا في سعة من أمرهم أن يقاتلوا العدو الصهيوني أو لا يقاتلوا، فالقتال في حقهم فرض عين بإجماع علماء الأمة، فإن العدو إذا داهم بلدا من بلاد المسلمين كان الجهاد في حق أهل ذلك البلد فرض عين، ويجب على كل قادر على حمل السلاح أن يقاتل لدفعهم بما يقدر عليه، رجلا كان أو امرأة أو صبيا أو شيخا أو عبدا، ولا يجب على الولد أن يستأذن والديه، ولا الزوجة أن تستأذن زوجها، ولا العبد أن يستأذن سيده، فإن عجز أهل البلد عن الدفاع انتقل الوجوب إلى من يليهم، إلى أن يكون فرضا على جميع المسلمين.

وقد أمر الله المجاهدين أن يعدوا للقتال ما يقدرون عليه، ولم يأمرهم أن يكونوا في مستوى قوة أكثر من العدو أو مثله، كما قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)، فلم يأمرهم بغير ما يستطيعون، ولم يكن النصر في تاريخ المسلمين متعلق بعدد وعدة، قال تعالى: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين) بل ذكر الله تعالى أن النصر قد يكون حليف المسلمين وإن كان عدد الكفار عشرة أضعاف عدد المسلمين، كما قال تعالى: (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله، والله مع الصابرين)، وقد كان عدد الكفار في غزوة بدر وأحد والأحزاب ثلاثة أضعاف عدد المسلمين تقريبا، وفي غزوة مؤتة كان الكفار أكثر من المسلمين بـ 66 ضعفا، وفي حطين والقادسية واليرموك كان الكفار أكثر من المسلمين بـ 6 أضعاف تقريبا، وأما العتاد والعدة فلم يكن المسلمون في غزوة أكثر من عدوهم غالبا.

والموت والحياة بأجل، لا يقدمه جهاد، ولا يؤخره قعود، هكذا يعتقد المسلم المؤمن بالقضاء والقدر، وقد قال الله عن المنافقين: (يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا ها هنا، قل: لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم)، فمن حانت ساعته سيأتيه الموت في ميدان المعركة أو في فراشه.

والجهاد لا بد فيه من ضريبة يدفعها المؤمن من ماله ومن نفسه: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون)، وهذه الضريبة أقل ألف مرة من الضريبة التي يدفعها المسلم في الذلّ والاضطهاد والقتل بلا ثمن، فالجهاد فيه ثمن يدفعه المجاهد ولكنه أقل بكثير من الثمن الذي يدفعه بغير الجهاد.

ومن يستهدفون المجاهدين اليوم بالغمز واللمز لن يكفوا عنهم ولو اخترع المجاهدون السلاح النووي، فهم الذين غمزوا جهادهم حين قاتلوا بالحجارة، ثم غمزوهم حين قاتلوا بالملتوف والزجاجات الحارقة، ثم غمزوهم حين اخترعوا الصواريخ مما يقع تحت أيديهم من قدرات، وقالوا: إنها صواريخ عبثية، وهم الذين يغمزونهم اليوم وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الإعداد والقوة حتى فعلوا في معركة (طوفان الأقصى) ما قرت به أعين المسلمين في العالم أجمع، وقد قال المنافقون المنهزمون نفسيا، الذين استعظموا على الصحابة أن يقاتلوا الروم في غزوة تبوك: (أتحسبون جِلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرّنين في الحبال).

ومن قلة مروءة بعض الناس وضعف دينهم أنهم لم يشكروا للمجاهدين في غزة وفلسطين أنهم رفعوا الإثم عنهم وعن الأمة بقيامهم بواجب الجهاد عن المسلمين جميعا، حتى استهدفوهم بالحرب الكلامية، والتبرير لعجزهم وقعودهم بلوم المجاهدين، فلا هم قاموا بواجبهم كالرجال، ولا هم كفوا عن المجاهدين الأذى والتخذيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

x