الجهاد في فلسطين هل يشترط له أمير وهل له راية رد مفصل على  من تعرفونهم من جهلة الجامية والمدخلية

الجهاد في فلسطين هل يشترط له أمير وهل له راية رد مفصل على من تعرفونهم من جهلة الجامية والمدخلية



الجهاد في فلسطين هل يشترط له إذن الأمير، وهل له راية؟🔘

⭕ السؤال:

- يقول بعض من ينتسب للعلم الشرعي إن مناصرة المجاهدين في غزة لا يصح؛ لأن الجهاد هناك غير شرعي، وذلك أن الجهاد إنما يصح في الشرع إذا كانت رايته واضحة، وبإذن الأمير، وأما الجهاد في غزة فليس فيه راية ولا أمير، فما هو قول الشرع في ذلك؟

💡 الإجابة:

- للأسف أن بعض المسلمين يقوم بخدمة العدو أكثر مما يطمع العدو نفسه، والله المستعان، وهذا الكلام طافح بالجهل فلا يجوز نسبة شيء منه للعلم وأهل العلم، بل يُنسب إلى الهوى والجهل.

والجهاد في الإسلام نوعان:

1⃣ جهاد طلب: وهو خروج المسلمين من بلادهم إلى بلاد الكفار لإبلاغ دعوة الإسلام، وإزالة العوائق التي تمنع غير المسلمين من سماع دعوة الإسلام، دون إكراه أحد على الدخول في الإسلام، وهذا النوع فرض كفاية، وله شروط عدة ذكرها أهل العلم، بعضها صحيح، وبعضها يفتقر للدليل.

2⃣ جهاد دفع: وهو أن يغزو الكفار بلدا إسلاميا، أو يحتلوا بلدا إسلاميا في أي مكان بالأرض، فيجب على المسلمين دفعهم وقتالهم حتى يخرجوا من تلك الأرض، وهذا النوع فرض عين، ولا يشترط له أي شروط؛ لأنه جهاد ضرورة.

والجهاد في فلسطين كما هو ظاهر (جهاد دفع)، حيث غزا قوم من الكفار وهم اليهود بلدا إسلاميا، وأخرجوا أكثر أهله منه، وأذاقوا من بقي منهم العذاب والويل، وقد قال أهل العلم: إن العدو إذا داهم بلدا من بلاد المسلمين كان الجهاد في حقهم فرض عين، ويجب على كل قادر على حمل السلاح من أهل ذلك البلد أن يقاتل لدفعهم، رجلا كان أو امرأة أو صبيا أو شيخا أو عبدا، ولا يجب على الولد أن يستأذن والديه، ولا الزوجة أن تستأذن زوجها، ولا العبد أن يستأذن سيده، ولا يجب طلب الإذن من الأمير، بل يقاتل كل واحد بما يقدر عليه حتى يندفع العدو عن أرض المسلمين، فإن عجز أهل البلد ومن بقربهم عن الدفاع انتقل الوجوب إلى من يليهم، إلى أن يكون فرضا على جميع المسلمين.

ولذا حين أغار الكفار على إبل النبي صلى الله عليه وسلم فصادفهم سلمة بن الأكوع خارجا من المدينة فتبعهم وقاتلهم من غير إذنه صلى الله عليه وسلم، فمدحه على ذلك وقال: خير رجالتنا سلمة بن الأكوع، وأعطاه سهم فارس وراجل. والقصة في الصحيحين.

وهذا كله من باب الافتراض أن الأمير لم يأذن، وإلا فإن المجاهدين في غزة اليوم هم أولوا الأمر والسلطة فيها، فإذن الأمير قائم وإن لم يكن واجبا كما ذكرنا.

والجهل الأكبر أن يقال إنه لا راية لهذا الجهاد، وظني أن قائل هذا الكلام لا يدري ولا يفقه ما يقول، فراية الجهاد في غزة أظهر من الشمس في رابعة النهار، ولا توجد معركة في عصرنا أكثر وضوحا ولا قدسية من هذه المعركة، أن يقوم المسلمون بدفع الكفار المحتلين عن بلد إسلامي، والمراد بعبارة (القتال الذي لا راية له، أو الذي رايته عِمِّيّة) الموجودة في كتب أهل العلم: أي الذي يكون القتال فيه على أمر مجهول، لا يعرف المقاتل هل يُقاتل على حق أو على باطل، وإنما يخرج لعصبية أو لمناصرة قومه على باطل، فهل قتال المجاهدين لليهود المحتلين لأرض فلسطين أمر مجهول لا نعرف هل هو حق أو باطل؟! نعوذ بالله من الخذلان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

x