#مسجد (عمر بن الخطاب) في قرية البعينة نجدات بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على ربوة مرتفعة في الحي الغربي بهذه القرية التي توجد في منطقة الجليل الأسفل بفلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.
جرى تأسيس المسجد في ١ يناير ٢٠١٧م وتم افتتاحه في ٢ أبريل عام ٢٠٢١م. بادر بتبني فكرة بناء هذا المسجد شخص يدعى تيسير حمودة أبو عمار، وتجاوب معه الأهالي وانهالت التبرعات، وقام بالإشراف على التشييد عمر نابلسي، وقد شاهدت فيديو لعملية البناء فوجدت عملا دؤوبا ومتقنا لكي يصمد المبنى أمام العوادي والأعادي!
لقد أعطاني هذا المسجد وأمثاله من مساجد فلسطين جرعة أمل إضافية بأن المستقبل لهذا الدين وأن الأمة تسير نحو الأمام مهما بدا العكس، بل إن المؤامرات تزداد لعلم أصحابها بأن الأمة تحاول استئناف العروج الحضاري بقوة، فأهل الشام هم مقياس لعافية هذه الأمة أو سقمها، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا خير فيكم إذا فسد أهل الشام"، وها هم أهل الشام يستيقظون بكل قوة وينازلون الأعداء بكل شجاعة، علامة على أن خيرية الأمة في طريقها للعودة!
بني المسجد من أصلب حجارة فلسطين وأجملها، وهو تحفة معمارية متميزة بكل ما يحمل الكلام من معنى، فكل ما فيه مدهش، من البوابة الخارجية المقوسة والمتصلة بالسور والتي حفرت على الحجر آية قرآنية عن عمارة مساجد الله واسم المسجد وتأريخ تأسيسه، ومرورا بواجهة المبنى الجميل ذي التصميم الجذاب بقبته الذهبية الساحرة ومئذنته الأندلسية الضخمة مع رأس ذهبي مدبب، ووصولا إلى الجمال الداخلي الساحر بكل تفاصيله وتجلياته في كل أبهاء المسجد، حيث ينغمر المسجد بالنقوش والزخارف والخطوط العربية!
يتكون المسجد من ٥ طوابق لكنه يبدو من جهة الشارع كأنه مكون من دورين فقط، ويتضمن المبنى مصليين للرجال والنساء ومكاتب ذات صلة بدوره التعليمي ووظيفته الاجتماعية في إطار هذه القرية العربية المسلمة.
ويتبع المسجد فناء واسع يحميه سور أنيق، ويتم الدخول إليه من خلال بوابتين عريضتين، والفناء كله مبلط بطريقة رائعة، ويصلح للصلاة لو ظهرت الحاجة لذلك!
