#(المسجد الكبير) في مدينة كورهوغو بجمهورية ساحل العاج.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة كورهوغو التي تقع في شمال جمهورية ساحل العاج أو كوت ديفوار، وتعد المدينة الرابعة في هذا البلد الذي يقع في غرب إفريقيا.
هذا المسجد هو الأكبر في هذه المدينة التي تحتضن عددا كبيرا من المساجد نتيجة أن غالبية سكانها من المسلمين، ويتسع لعدد كبير من المصلين من الرجال والنساء، ويمتلئ بالمصلين في المناسبات الدينية الكبرى وفي صلاة الجمعة.
انضبط تصميم هذا المسجد وفق النمط الغالب في غرب إفريقيا عامة وساحل العاج خاصة، حيث يأخذ مخطط المسجد شكلا مستطيلا مع التفاوت النسبي في الحجم، لكن الحرص كبير على أن يكون كبير الحجم، وتتوطد في أركانه الأربعة أربع مآذن مربعة الشكل في الغالب، مع وجود مئذنة خامسة أكبر منها في السماكة والارتفاع وتقع في وسط الواجهة الرئيسية للمسجد!
ومن الواضح أن المسجد تحفة معمارية بهذا التصميم الجميل، وازديان الجدران الخارجية كلها بنقوش هندسية بديعة تم طلاؤها بنفس لون الجدار مما منح المبنى جاذبية شديدة لا تشبع منها الأعين!
وإذا كانت المآذن الأربع تتميز بامتلاك ثلاث شرفات ونافذة رأسية في كل طابق، فإن المنارة الخامسة تتميز بنافذتين لكل طابق وأربع شرفات، وكلها مزينة بأشكال هندسية بالغة الأناقة!
ومما يجدر ذكره أن هناك اختلافا غريبا حول عدد المسلمين في هذا البلد، مثل كثير من دول إفريقيا، وبعد بحث دائب عن الحقيقة وجدت أن النسبة تبدأ عند بعضهم بحوالي ربع السكان ٢٦% وتقترب عند البعض من ٧٠%، وبين هذين الرقمين أرقام عديدة متفاوتة، ويبدو أن النسبة الأقرب إلى الواقع تدور حول ٥٥% من إجمالي السكان الذين يصل عددهم إلى حوالي ٢٣ مليون نسمة، بدلالة أن الرئيس الحالي للبلد مسلم وقد وصل إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ومع ذلك فقد رفض الرئيس المسيحي الذي سقط في الانتخابات بشهادة الأمم المتحدة أن يسلم السلطة، ولم يسلمها إلا بالقوة المسلحة التي قادها الرئيس الجديد الذي التف خلفه الشمال المسلم ومن يؤمنون بالديمقراطية في الجنوب ذي الأكثرية غير المسلمة!