حكم وقوف أهل الميت بعد الدفن لاستقبال العزاء

حكم وقوف أهل الميت بعد الدفن لاستقبال العزاء



حكم وقوف أهل الميت بعد الدفن لاستقبال العزاء🔘

⭕ السؤال:

- شيخنا الفاضل حفظك الله ونفع بك .. عندنا في القرية إذا مات شخص وبعد إجراء مراسم الدفن يصفّ أقارب الميت ويأتي الناس إليهم لتعزيتهم، ويقولون لهم: عظّم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، وغفر لميتكم، فقام مجموعة من طلبة العلم عندنا بالإنكار على ذلك، وقالوا بأن هذا الفعل بدعة؟ أرشدونا إلى الصواب بارك الله فيكم.

💡 الإجابة:

- لا يجوز للمسلم أن يتعجل في رمي الناس بالبدعة، وأن يحرّم عليهم شيئا لم يحرمه الله، والذنب في تحريم ما أحله الله مثل الذنب في تحليل ما حرمه الله؛ فكلاهما من التقوّل على الله بدون حق، كما قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون).

والأصل في الأشياء الإباحة كما قرر ذلك علماء الإسلام، ومن ادّعى أن شيئا ما حرام فعليه الدليل الصحيح الصريح الخالي من المعارضة، وقد شرع الإسلام التعزية لأهل الميت، ومواساتهم في مصابهم، ولم يحدّد لذلك آلية أو صفة معينة، فتبقى الآلية من جملة المباحات التي تركها الشرع لأعراف الناس وعاداتهم وما هو الأيسر عليهم.

فلا مانع شرعي من وقوف أهل الميت بعد الدفن أو قبله لاستقبال التعازي من الناس؛ تسهيلا وتيسيرا للوصول إليهم، وتنظيما للناس أثناء تلقي العزاء، خاصة مع كثرة المعزّين وازدحامهم، كما لا مانع من جلوس أهل الميت في بيت أو مكان معين لمدة ثلاثة أيام لاستقبال المعزّين، بحيث يسهل على الناس الوصول إليهم ومعرفهم مكانهم، خاصة المسافرين الذين يأتون من خارج المنطقة، ولا مانع من استخدام أي عبارات تعارف عليها الناس للعزاء؛ فالمقصود هو التسلية على أهل الميت وتصبيرهم في مصابهم، فيصح بأي لفظ يفيد ذلك، والمسألة (معقولة المعنى) كما يُعبّر أهل العلم وليست (تعبدية محضة)، ولو استخدموا الألفاظ الواردة فهو أفضل، فقد عزّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته في ابنها فقال: (لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فاصبري واحتسبي) أخرجاه في الصحيحين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

x