#مسجد (كروسيزنياني) في بلدة كروسيزنياني بجمهورية بولندا.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في قلب بلدة كروسيزنياني بجمهورية بولندا.
كتب الملك البولندي جون الثالث سوبيسكي بقرية كروسزينياني للتتار المسلمين الذين شاركوا إلى جانب بلاده في الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية. وبعد أن استقروا في المنطقة بنوا هذا المسجد الذي ورد ذكره لأول مرة في وثيقة يعود تاريخها إلى عام ١٧١٧م.
وبالنسبة للمبنى الحالي فلا يوجد تأريخ دقيق له، وعلى الأرجح أنه بني في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أو في النصف الأول من القرن التاسع عشر في موقع المسجد السابق.
وخضع المبنى لعملية تجديد في عام ١٨٤٦م، حيث وجدت معلومات تؤكد ذلك على لوحة حجرية بجوار مدخل السيدات. وبعد الحرب العالمية الثانية تم استيطان المنطقة من قبل المسلمين العائدين من بيلاروسيا الحديثة.
وفي عام ٢٠٠٨م، وبتمويل من وزارة الثقافة والتراث الوطني في بولندا، جرى تجهيز المبنى الخشبي بنظام أمان ضد الحرائق، وتم تصنيف البلدة التي يوجد فيها المسجد ضمن المعالم التاريخية الوطنية الرسمية، وفي ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢م تم إيكال إدارتها إلى مجلس التراث الوطني في بولندا.
وللأسف فقد تعرض المسجد لتشويه جدرانه عبر كتابات مسيئة من قبل مجهولين، ويرجح أنهم من اليمينيين المتطرفين الذين يعادون كل ما له صلة بالإسلام!
ومن الواضح أن المسجد رغم صغره آية فنية متميزة، بتخطيطه الهندسي المتميز ومعماره الخشبي الأنيق، مع دمج الطراز المعماري البولندي في الطراز التتاري، ويتميز المسجد بمئذنتيه المستطيلتين اللتين تزينان ركني المبنى، وبينهما جرى رفع السقف بطريقة هرمية ليبدو كأنه قبة متميزة!
ويتوحد المسجد وسط الطبيعة الداهقة بالخضرة عبر لونه الأخضر، بحيث تبدو المآذن والأشجار وكأنها في مهرجان عبادي خاشع، وهي تردد بلسان حالها قوله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}!
