#مسجد (الملك) في مدينة بيرات بجمهورية ألبانيا
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي مانغاليم بجوار كارافانسراي الذي يعود إلى القرن السابع عشر وهيلفيتي تيكي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، وذلك في قلب مدينة بيرات التي تقع في جنوب وسط ألبانيا، وهي من أعرق المدن في البلقان وقد أدخلتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام ٢٠٠٨م.
وبدوره فإن المسجد لا تنقصه العراقة، فعمره يزيد عن خمسة قرون، حيث بناه السلطان العثماني بايزيد الثاني عام ١٤٩٢م، ومن هنا فإنه يحمل لقب السلطان أو الملك الذي بناه دون أن يحمل اسمه!
مر المسجد بأطوار عديدة خلال عمره المديد، وقد حصل على تكوينه الحالي في القرن الثامن عشر. وظلت مكانته التأريخية تتعزز بمرور الزمن، ولا سيما أنه يمتلك عددا من مقومات الجمال المتميز التي جعلته محل اهتمام الباحثين وعشاق الجمال، وصار منذ عام ١٩٤٨م أحد المعالم الثقافية في ألبانيا، مما جلب له العناية الحكومية التي حرصت على صيانته ومقاومة عوامل البلى، وجعل مجاميع من الزوار تقصده!
يتكون المسجد من مبنى رئيسي ذي شكل مربع ويتضمن غرفة الصلاة الرئيسية ذات النوافذ العالية والمقوسة والتي تفصل بينها أعمدة اسطوانية شديدة الرشاقة والأناقة!
ويوجد في مبنى المسجد متحف صغير أو معرض خشبي للسيدات يزدان بالعديد من الحلي المصنوعة في هذه المنطقة، وفي الخلف منه يوجد مبنى مرتبط به ولا يقل عنه جمالا، ويتضمن تكية للمتصوفة وخانا للمسافرين والضيوف!
يمتاز المسجد بتصميم ممتاز وعمارة أنيقة متقنة، وترتفع بجانبه مئذنة قلمية شاهقة، ومن شرفته العالية جدا يمكن الاستمتاع بمعالم المدينة وجمال الطبيعة الخلاب الذي يتبدى في الجبل القريب جدا من مكان المسجد!
ما زال المسجد يقوم برسالته الروحية والتنويرية بصورة جيدة إلى يومنا هذا.