مسجد (الختمية) في مدينة كسلا بجمهورية السودان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في سفح جبال تاكا عند الطرف الشرقي لمدينة كسلا، التي تقع في دلتا نهر القاش بشرق السودان غير بعيدة عن الحدود مع جمهورية إريتريا.
ويسمى بمسجد وضريح محمد الحسن أبو جلايبة، وهو نجل مؤسس الطائفة الختمية محمد عثمان الميرغني، مما جعله مزارا مقصودا من قبل أعداد وفيرة من أتباع طائفة الختمية التي تعد ثاني أكبر طريقة صوفية في السودان. ولأنها كبيرة جدا، هي وطريقة الأنصار المهدية، فقد أطلق عليهما السودانيون مصطلح طائفتين، وليس طريقتين!
وبالنسبة لهذا المبنى فهو نموذج مثالي للمسجد الذي يتحد مع الطبيعة التي استوطنها حتى بدا كأنه جزء أصيل منها بشكلها ولونها، حتى أن القبة الضخمة التي ارتفعت فوق مبنى الضريح راعى مصممها أن تشبه في شكلها الجبل الذي يقع المسجد في سفحه!
ومع أن الطائفة الختمية طريقة تقليدية في الوسط الصوفي، فإن هذا المبنى ذو جمال غير تقليدي ولا معتاد؛ حيث جرى تشييده من الطوب اللبن بطريقة متميزة، ويزدان بمئذنة مثمنة وهي ذات حجم عريض ورأس مدبب!
ويتكون المصلى الرئيسي من أروقة ضوئية غير مسقوفة، ويبدو أن الشفافية الروحية الحاضرة في هذا المكان، قد بلغت حداً يقتضي إلغاء السقف، ويصطف في أنحاء المصلى عدد كبير من الأعمدة الاسطوانية الأنيقة والتي ترتفع فوقها أقواس بنيت بعناية بالغة، ويتسع المسجد مع الفناء لعدد كبير من المصلين الذين يشدون إليه الرحال في أيام الجمعة والأعياد والمناسبات الدينية العامة بالمسلمين والخاصة بالطائفة الختمية!
