#مسجد (السلطان إدريس شاه) في مدينة إيبوه بمملكة ماليزيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد أمام محطة السكك الحديدية وبالقرب من النصب التذكاري المسمى بيرش، وذلك في قلب مدينة إيبوه ثالث كبرى المدن الماليزية وعاصمة ولاية بيراك (فيرق) وهي أكبر ولايات ماليزيا وأغزرها مطرا.
قام السلطان إدريس شاه ببناء هذا المسجد مثل عادة سائر السلاطين في ولايات ماليزيا، حيث جرى وضع حجر الأساس له في شهر مايو من عام ١٩٦٦م، وانتهى البناء في شهر أغسطس من عام ١٩٦٨م، لكن الافتتاح الرسمي للمسجد لم يتم إلا في شهر سبتمبر من عام ١٩٧٨م، حيث باشر هذا الأمر السلطان إدريس شاه الثاني بنفسه بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده الرابع والخمسين!
هذا المسجد كبير جدا، وهو الأكبر في هذه المدينة ومن بين أكبر المساجد في ماليزيا، حيث يزين مساحة كبيرة من الأرض أخذت شكل المستطيل، ثم إنه بعد ذلك يتكون من طابقين، ويضم قاعات صلاة منفصلة للرجال والنساء تتسع لآلاف متعددة من المصلين، ومكتبة عامرة بالكتب الإسلامية، ومركزا للمؤتمرات، ومساحة مفتوحة، بجانب أساسيات البنية التحتية المطلوبة لقيام المسجد بأداء وظائف شاملة في حياة المجتمع المحلي بهذه المدينة ذات الطبيعة الساحرة!
يتميز المسجد بجمعه المتسق بين الضخامة والفخامة ومزجه الواضح في معماره بين الأصالة والمعاصرة، حيث يمتلك واجهة شديدة الجاذبية، بلونها الأبيض ونوافذه الأنيقة، ويزدهي بمئذنة رباعية الشكل وذات ارتفاع كبير حيث يبلغ ارتفاعها ٣٨م، وأشد ملامحه تميزا هو ازديان سطحه ب ٤٤ من القباب المليحة الحسن، وهي موزعة على شكل صفوف مستقيمة ومطلية باللون البرتقالي، وتتوسطها قبة كبيرة، وترتفع فوق قاعدة مربعة ذات نوافذ عديدة، وتزدان في الداخل بالنقوش والزخارف الإسلامية المبهرة وبالخطوط العربية المتقنة!
ويتوسط هذا المسجد الكبير فناء أكبر، وهو يستوعب المئات من مواقف السيارات، وتتخللها جزر خضراء في مدينة كل ما فيها أخضر في وسط طبيعة خلابة من أجمل بلاد الدنيا!
