#مسجد (كوتشينغ) في مدينة كوتشينغ عاصمة ولاية ساراك في ماليزيا.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في مكان متميز بوسط مدينة كوتشينغ، مطلاً على النهر الذي يشق المدينة إلى شطرين، وقد حمل اسم المدينة تعبيرا عن المكانة المهمة التي يحتلها فيها.
وتعود النواة الأولى لهذا المسجد إلى عام ١٨٥٢م، عندما تم بناء مسجد خشبي في هذا الموقع بهذه المدينة الفاتنة، ولما تقادم المسجد الخشبي وضاق عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين، تم هدمه وبناء مسجد كوتشينغ في نفس الموقع سنة ١٩٦٥، وليتم افتتاحه سنة ١٩٦٨م في حفل كبير.
ولما كانت الحكومة الماليزية قد اعتادت على بناء مسجد حكومي في كل ولاية وتسميه بمسجد الدولة، فقد عرف هذا المسجد في مدينة كوتشينغ باسم مسجد الدولة في ساراواك.
يمتلك هذا المسجد تصميما مختلفا عن سائر المساجد الماليزية الكبيرة، ويحظى بكثير من الجاذبية التي لا تشبع منها الأعين، وقد تم المزج في عمارته بين النمط الإيطالي والنمط الهندي مع بصمة محلية واضحة، بجانب تطويع الطرازين المعماريين لأسس المسجد في التراث الإسلامي!
وبهذا المزيج فقد بدا هيكل المسجد بكل هذا التألق والتأنق الذي ينساب من الصور نحو الأعين، وصار معلما فريدا من معالم هذه المدينة وجوهرة هندسية نفيسة يحرص السواح والزوار على تمتيع أنظارهم برؤيتها!
يتزين المسجد بقبة ضخمة ذات قاعدة مرتفعة، وتمتلك تشكيلا بصليا جميلا ولونا ذهبيا آسرا مع خطوط رفيعة، ويختال باربع مآذن تبسق في الأركان الأربعة للمبنى، وهناك ٤ مآذن متوسطة الارتفاع و٤ قباب متوسطة الحجم، بجانب عدد من المآذن والقباب الصغيرة والتي تضافرت جميعها لتظهر المسجد بكل هذا الجمال والدلال!
وتم تزيين الجانب الداخلي للمسجد بتصميمات جذابة؛ حيث تزدان جدرانه بالنقوش والزخارف الإسلامية ذات اللمسات العصرية الأنيقة!
وقد ازداد تألق جمال المبنى لتوسطه حديقة تزدهي بالخضرة وألوان الأزهار والورود التي جعلت من المكان فردوسا حقيقيا!
يتكون المسجد من دورين واسعين وتتبعه لواحق عديدة، وهو يقوم بوظائف متعددة في حياة المسلمين في هذه المدينة، كما هو شأن أغلب المساجد الماليزية.
