جامع (السلطان قابوس) في مدينة نزوى بسلطنة عمان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة نزوى عاصمة الإمامة الإباضية في عمان، وهي عاصمة محافظة الداخلية التي تقع فيها ولاية نزوى. وقد جرى تشييده على حساب الحكومة العمانية وتم افتتاحه بحفل رسمي وشعبي في يوم الجمعة ٣ ذي الحجة ١٤٣٦هـ الموافق ١٨سبتمبر ٢٠١٥م.
هذا المسجد هو الأكبر في مدينة نزوى ومن أكبر المساجد في السلطنة، حيث يحتل الترتيب الثالث فيها، سواء من حيث الفخامة والعمارة أو من حيث الحجم والسعة، إذ يتمدد المبنى المسقوف على مساحة قدرها ١٣٢٠٠م٢، أما المساحة الإجمالية للمسجد فتبلغ ٨٠ ألف م٢، وتشتمل على كافة مرافق المسجد وتوابعه وكذا المسطحات الخضراء ومواقف السيارات الواسعة.
وتصل طاقته الاستيعابية إلى أكثر من ١٠ ألف مصل من الرجال والنساء، حيث يستوعب المبنى المسقوف حوالي ٤٥٠٠ مصل، ويتوزع بقية العدد على الصحون الخارجية.
يتكون المسجد من مبنى ضخم ذي شكل مربع وواجهة فارهة، وتزين أركانه الأربعة أربع منارات شاهقة، إذ يصل ارتفاع كل واحدة منها إلى ٨٠م، ومن خلال شرفاتها العالية جدا يمكن الاستمتاع بمنظر وادي نزوى الجميل، وفي قلب السطح تشمخ قبة ضخمة ذات قطر كبير وارتفاع عال، وتحيط بالمبنى أروقة مسقوفة، ويشتمل على مصليات رجالية ونسائية، ومكتبة عامة تحتضن أكثر من ٦٠٠٠ كتاب ورقي غير الكتب والخدمات الإلكترونية، وقاعة محاضرات، ومكاتب إدارية ودورات مياه أنيقة تتناسب مع السعة الكبرى للمسجد وووظائفه الثقافية والاجتماعية في العاصمة الروحية للمذهب الإباضي. ويمتلك فناء واسعا تزينه مساحات تتألق بخضرتها النضرة، وتتخلله مواقف واسعة للسيارات.
يبدو أن تصميم المسجد جرى وفق رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مع اقتباس أفكار من فنون معمارية عديدة في التراث الإسلامي، ويتضح هذا الأمر في الهيكل الخارجي للمسجد وتصميمه الداخلي، من نقوش وديكورات وأثاث.
ومهما يكن الأمر فإن المسجد يمتلك جماله الخاص، بتكامل مكوناته وبروز اللون الواحد على هيكله الخارجي وتركيبه الداخلي، ويتأجج جماله في المساء بسبب النظام الضوئي الذي يتحلى به مبرزا مفاتنه الرائعة!
