#مسجد (مثقال) أو مشكال في مدينة كاليكوت بجمهورية الهند.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قلب مدينة كوزيكود أو كاليكوت التي تقع في ساحل ملبار بولاية كيرالا في جنوب الهند.
بناه تاجر يمني ثري يدعى ناخوذ مثقال وبعد موته سماه المسلمون باسمه، وكان هذا التاجر يمتلك أسطولاً من السفن للتجارة مع الهند والصين واليمن وبلاد فارس، وقد بناه في القرن الرابع عشر عندما كان التجار المسلمون ملوك المحيط الهندي بلا منازع، وتذكر مصادر تأريخية عديدة أنه بني بين سنتي ١٣٠٠ و١٣٣٠م.
وفي ٣ يناير عام ١٥١٠م هاجمت المسجد قوات من الغزاة البرتغاليين، بقيادة الغازي فاسكو دي جاما والذي اشتهر في مناهجنا كمستكشف، عندما لجأ إليه ثوار وجنود تابعون للملك زامورين وهم من كل الديانات، فقام الغزاة بهدم المسجد الذي يتكون من ٥ طوابق على رؤوس المقاومين للغزو؛ بسبب ما امتلكوه من أسلحة متطورة آنذاك، لكن الملك أعاد بناءه من جديد، وفعل مثل ذلك حينما أصيب المسجد بأضرار نتيجة بعض الكوارث الطبيعية!
وظل المسجد محل عناية المسلمين في كل العهود، وفي عام ٢٠١١م جرى تجديد المسجد عن طريق الصندوق المركزي الهندي، بعد أن تم إدخاله ضمن قائمة المعالم التراثية المطلوب الحفاظ عليها. وقد احتفل بافتتاح المسجد بعد التجديد في عام ٢٠١٢م وكان من ضمن الحضور إمام المسجد الأقصى في مدينة القدس.
جرى بناء المسجد من الحجارة والأخشاب، وقد استخدم خشب الساج أكثر من الحجر من أجل المحافظة على صورته القديمة، ويقوم على ٢٤ عمودًا تم تشييدها بطريقة تجمع بين المتانة والجمال، ويمتلك ٤٧ بابًا في طوابقه الخمسة حتى يتحقق الانسياب في حركة المصلين ولا يقع الازدحام!
ويتميز المسجد بعمارته الفريدة التي دمجت بين الطرازين الهندي والأندلسي مع مساحة واسعة تركها المصمم لخياله، ولذلك فقد بدا المسجد شديد التميز وبالغ الاختلاف عن نظرائه!
ومما تميز به المبنى وجود بركة وضوء مستطيلة الشكل، وتشبه في تصميمها برك المعابد الهندوسية القديمة!
ويحتوي المسجد على خطوط رائعة لعدد من الآيات القرآنية، ويوجد فيه ما يشبه المتحف الذي يتضمن أزياء قديمة كان يستخدمها عدد من الأئمة والقضاة العظام، وكذلك مخطوطات من الكتب التي ألفها هؤلاء العلماء.
