#(الجامع العتيق) في مدينة نواكشوط عاصمة جمهورية موريتانيا الإسلامية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة نواكشوط التي اعتمدت كعاصمة لموريتانيا سنة ١٩٥٧م فقط، أي قبل تحقق الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي بسنوات قليلة.
تعود فكرة تأسيس المسجد إلى الإداري الراحل يعقوب ولد أبو مدين الذي أقنع رئيس الجمهورية المختار ولد داداه بضرورة بناء جامع كبير في العاصمة، ثم تولى بنفسه بعد ذلك جمع الأموال اللازمة لتشييد مسجد يليق بالعاصمة!
جرى وضع حجر الأساس لهذا المسجد الكبير من قبل رئيس الجمهورية سنة ١٩٦٢م، وسمي رسميا بمسجد عبدالله بن عباس، ولأنه أقدم مسجد في نواكشوط فقد أصبح يعرف باسم المسجد العتيق!
خصصت للمسجد قطعة أرض واسعة جدا، لكونه الأقرب للمسجد الرسمي للدولة، واقتطعت لاحقا قرابة نصفها ليبنى عليها معهد ابن عباس للعلوم الشرعية سنة ١٩٨٥م، وليكون مقرا ومنطلقا لهيئة المحاظر والمساجد التي أسسها رجال أعمال وعلماء موريتانيون، وحققت هذه الهيئة نجاحا مقدرا في خدمة التعليم المحظري وفي تشييد المساجد وبنائها، ورعاية طلاب العلم.
يتميز المسجد بمنارته ذات التصميم الأندلسي، وقبابه المتكورة بلونها الأخضر، وباللون الناصع البياض لهيكله المرتفع، وبهذه الملامح الجمالية فإنه يظل أبرز المعالم الجمالية للعاصمة نواكشوط التي طالها كثير من التغيير.
وبسبب المكانة المركزية لهذا المسجد فقد أصبح مثوى للصلاة على جنائز الأعلام المشهورين، وعلى رأسهم عدد من رؤساء البلاد الذين ماتوا منذ تأسيسه حتى الآن!
يمتلك المسجد نصيبا من الجمال رغم خلوه من النقوش والزخارف، حيث يبدو أن للقائمين على المسجد موقفا فقهيا من زخرفة المساجد.
