#مسجد (بورقيبة) في مدينة المنستير بالجمهورية التونسية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة المنستير التي تعد من أكبر مدن تونس، وتطل على الساحل الشرقي لتونس، وينحدر منها أول رئيس لتونس بعد الاستقلال عن فرنسا وهو الحبيب بورقيبة الذي كان يختار معظم الوزراء في حكومته من هذه المدينة!
تم بناء المسجد والضريح الخاص ببورقيبة وأسرته سنة ١٩٦٣م من قبل الحكومة التونسية لتخليد اسم الحبيب بورقيبة. وقد صممه المهندس المعماري طيب بوزغندة، والذي اقتبس تصميمه للمسجد من جامع حمودة باشا التأريخي بمدينة تونس ولا سيما المئذنة التي تبدو شبيهة بها إلى حد كبير، مع وضع لمسات عصرية واضحة في المبنى الجميل.
توضح الصور أن المسجد كبير ويتم الدخول إليه من خلال ١٩ باب، وهي تحف فنية من خشب الساج المنحوت وقام بإنجازها حرفيون من مدينة القيروان، وتحتوي قاعة الصلاة على ٨٦ عمودا من الرخام الوردي، والعجيب أن المصادر التي حصلت عليها تتحدث عن أن هذه القاعة يمكنها استيعاب ١٠٠٠ مصل، ولا أدري إن كان الرقم دقيقا ذلك أن المسجد يبدو كبيرا!
وبجوار المسجد تزهو حديقة ضخمة بخضرة أشجارها وألوان زهورها، ولا أدري إن كانت تابعة للمسجد أم لا، لكنها على أي حال ترفع من المنسوب الجمالي للمسجد!
يمتلك المسجد تصميما حسنا للغاية، ويحظى بالعديد من المقومات الجمالية، وأهمها المئذنة الشامخة في أعالي السماء والقبة الكبيرة التي تتوسط القاعة الرئيسية للصلاة!
وتم في الداخل تأطير المحراب بأعمدة من العقيق اليماني، وينساب جمال النقوش في مساحات واسعة من المسجد!
وفي الجوار يوجد ضريح بورقيبة الضخم بمئذنتيه العاليتين وقبابه العديدة التي تزين قبور بورقيبة ووالديه وبعض أقاربه الآخرين، ويمتلك فناء واسعا تحيط به أروقة ذات تصميم بالغ الروعة، حيث تقوم سقوفها على عدد كبير من الأعمدة الاسطوانية الرشيقة والمكسوة بأفخم أنواع الرخام، وتعلوها أقواس أنيقة تم تشييدها من حجارة مصقولة، وللأسف أن الضريح أكبر وأفخم من المسجد، وهو الضريح الذي يزوره الساسة التوانسة كما يفعل الأتراك مع ضريح أتاتورك، وقد زاره الرئيس قيس سعيد منذ قرابة العام بمناسبة مرور ٢٢ عاما على وفاة بورقيبة!
