(المسجد الصلاحي الكبير) في مدينة نابلس بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي القصبة الذي يستوطن قلب المدينة القديمة في نابلس ما بين الشارع الشمالي المؤدي إلى خان التجار القديم وشارع النصر قرب حارة العقبة وحارة القيسارية.
سمي بالصلاحي نسبة لصلاح الدين الأيوبي الذي بناه بعد تحرير نابلس وبقية الأراضي المحتلة من الصليبيين، ووصف بالكبير لأنه أكبر مساجد المدينة، حيث يبدو أنه يتسع لبضعة آلاف من المصلين.
يروى أن أصل البناء الحالي يعود لكنيسة صليبية جرى تشيدها سنة ١١٧٦م، وتم تحويلها إلى مسجد بعد تحرير صلاح الدين لنابلس سنة ١١٨٧م.
ويؤكد رواة التأريخ أن المسجد قد شهد عدة ترميمات وتجديدات بل وتوسيعات خلال عصور الدول الأيوبية والمملوكية والعثمانية، ثم في العصر الحديث، ولا سيما بعد أن تهدم جزء كبير منه في زلزال ١٩٢٧م الذي أصابه بأضرار بالغة.
يتميز المسجد بقبته الخضراء ذات القطر والارتفاع الكبيرين، وبمئذنته العالية وهي ذات تصميم يمتزج فيه الطراز الأموي بالطراز العثماني مع بعض اللمسات المحلية!
وترتفع بالقرب من المبنى مئذنة أخرى ذات شكل مربع وتتكون من حوالي ٦ طوابق، ويبدو أنها كانت برجا للكنيسة التي بناها الصليبيون هنا رغم عدم وجود مسيحيين في المدينة، فأهلها من المسلمين!
ويتضح أثر العهود المختلفة التي عاشها المبنى في شقه الداخلي، حيث تختلف الأعمدة والأقواس التي يقوم عليها السقف في شكلها وحجمها بصورة شديدة الوضوح، وقد وجدت من يصفه بأنه مبنى بيزنطي ذو سقف مملوكي وقبة عثمانية!
ويمتلك المسجد صرحا غير مسقوف ولكنه مغطى ببعض المواد التي تخفف من حرارة الشمس وتمنع المطر من النزول فيه، ويتضمن مصلى مفروشا تتخلله بركة ذات نافورة جميلة وفي ذات الوقت هي موضأة أنيقة ذات شكل ثماني!
