مسجد (مولاي محمد) في مدينة طرابلس عاصمة الجمهورية الليبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في شارع الجمهورية بالقرب من المستشفى المركزي وسوق الجماهيرية سابقاً.
وهو من أقدم واشهر المساجد في ليبيا، حيث بناه رجل صالح جاء من المغرب قبل أكثر من ٤ قرون، وكان في طريقه لأداء فريضة الحج، واسمه محمد وباسمه سمي المسجد، وكان القذافي بعد ثورته سنة ١٩٦٩م ضد المملكة السنوسية قد غير اسمه إلى مسجد الفاتح، لكن دولة المغرب احتجت على تغيير الاسم فأعيد إلى اسمه الأصلي، حيث يقال إن بانيه من الأسرة العلوية الحاكمة في المغرب!
وهو أول مسجد يبنى خارج أسوار المدينة القديمة في طرابلس، ويزيد عمره عن ٤ قرون، وقد أثبتت دار الإفتاء الليبية بأنه يعاني من انحراف في اتجاه القبلة مما دعاها لتصحيح الاتجاه!
وبسبب تقادم المسجد أعيد بناؤه من جديد خلال عهد الملك محمد إدريس السنوسي وبالتحديد سنة ١٩٦٧م، وطالب البعض بتغيير اسمه إلى محمد السنوسي، لكن الملك رفض هذا الأمر.
يعد هذا المسجد من أجمل وأشهر مساجد مدينة طرابلس التي تحتضن مئات المساجد، وكثيراً ما تنقل منه شعائر صلاة الجمعة وصلاة العيدين وبعض الاحتفالات الدينية الأخرى.
وبعد مشاهدتي لبعض الصور وفيديو عن هذا المسجد استبان لي أنه تحفة معمارية بالغة الروعة؛ وذلك بتصميمه الجميل وقوامه المرتفع جدا، وبما يمتلك من مقومات جمالية عابرة للمجالات وأهمها المئذنتان الشاهقتان واللتان تبدوان أقرب إلى النمط المملوكي في بناء المآذن، والقبة المرتفعة والتي أخذت شكل نصف بيضة وارتفعت فوق قاعدة عالية زينتها النوافذ والنقوش!
هذا بجانب النواحي الداخلية للمسجد، فهو يحوز كنوزا فنية من الزخارف المذهلة والنقوش المبهرة، بما يجعل منه متحفا حقيقيا من متاحف الفن الإسلامي!
ولا أخفي قرائي الأعزاء أن هذا المسجد من أشد المساجد التي أثارت إعجابي الكبير وأصابتني بالدهشة والانبهار!
