#مسجد (الشيخ زايد) في مدينة سولو بجمهورية إندونيسيا.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في أحد الأحياء الجديدة بمدينة سولو التي تقع في الجزء الجنوبي من مقاطعة جاوة الوسطى.
جرى وضع حجر الأساس له في مارس ٢٠٢١م، وخلال عشرين شهرا من العمل الدائب تم الانتهاء منه، وقام بافتتاحه رئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد برفقة الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو، وذلك على هامش حضوره لقمة دول العشرين التي انعقدت في إندونيسيا. ولم تتم معرفة كلفة بناء المسجد لكن الذي قام بالتمويل هو محمد بن زايد.
يعد هذا المسجد أكبر مساجد مدينة سولو، حيث يضم قاعات للصلاة تتسع لقرابة ١٤ ألفا من المصلين والمصليات، وبجانب قاعات الصلاة يشتمل على مركز للدعوة الإسلامية والعمل الاجتماعي، وستُلحق به مدرسة قرآنية. وقد بني على مساحة كبيرة، ولذلك فهو يمتلك فناء واسعا يزدان بمساحات بالغة الخضرة والروعة وتتخللها بعض النوافير الجميلة، وفي أطرافها تكمن مواقف منظمة للسيارات.
جرى تصميم المسجد وفق نموذج مسجد الشيخ زايد الكبير في مدينة أبو ظبي في كافة التفاصيل الظاهرة، غير أنه أصغر حجما منه، مع إدخال بعض التفاصيل الفنية في الفن الجاوي حتى يتحقق التمازج بين الفنين العربي والإندونيسي!
يتكون المبنى من هيكل ضخم ذي شكل مستطيل، وتزينه عدد كبير من القباب المزينة بزخارف إسلامية تحمل نفس لون القبة، وتتراوح القباب بين الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وتعلوها جميعا أهلّة ذهبية أنيقة!
وتنبثق من منطقة وسط المبنى ٤ مآذن شاهقة وتتميز بتصميمها الجذاب ونقوشها المبهرة، وتبدأ في القاعدة بشكل مربع، ثم تصبح اسطوانية من أعلى، وبعد كل شرفة تصير أصغر حجما حتى تصير عند الذروة بحجم دبوس كبير يعلوه هلال ذهبي!
يعد هذا المسجد من المساجد القليلة جدا في إندونيسيا التي تم طلاء كل أجزائها بلون ناصع البياض، ولا وجود للون آخر سوى اللون الذهبي الذي يتجسد في الأهلّة التي تعلو القباب والمآذن!
أما في الداخل فإنه آية في الحسن والجمال، رغم أنه يكاد أن يخلو من النقوش والزخارف المعهودة في مثل هذا المسجد الضخم!
وبجمعه بين ضخامة الهيكل وفخامة التصميم في الداخل والخارج، فإن هذا المسجد إضافة مميزة لمساجد إندونيسيا الفارهة والمتعددة في أنماطها المعمارية بصورة تبدو لي أنها لا توجد في أي بلد آخر بنفس المقدار، وقد أصبح مزارا مهما في هذه المدينة ويكاد أن يصبح رمزا لها.
