مسجد (السعودية) في مدينة الشلف بالجمهورية الجزائرية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في الحي الإداري وبالتحديد في شارع عبد الحميد بن باديس بوسط مدينة الشلف التي كانت تعرف قبل عقود بمدينة الأصنام، وهي من أجمل مدن الجزائر وتقع في شمال غرب البلاد، وقد تم تغيير اسمها بعد زلزال ١٠ أكتوبر في عام ١٩٨٠ والذي دمر ٨٠% من المدينة وقتل أكثر من ٣٨٠٠ وجرح أكثر من ١٠٠٠٠!
سمي المسجد بهذا الاسم تقديرا من الجزائريين للسعودية التي تولت إغاثتهم بسرعة وكرم حينما حدث الزلزال المرعب في هذه المدينة سنة ١٩٨٠م، ثم قامت ببناء هذا المسجد وسمته بمسجد عمر بن الخطاب، وذهبت السلطات الجزائرية إلى تسميته بمسجد الشهيد دهنان عبدالقادر، لكن الأهالي آثروا تسميته حتى الآن بمسجد السعودية!
جرى افتتاحه سنة ١٩٩٦م، وتم ترميمه وتوسيعه سنة ٢٠١٥م، وأصبح أكبر مساجد ولاية الشلف كلها؛ إذ يتسع لحوالي ٥٠٠٠ مصل من الرجال والنساء.
وبجانب ذلك فإنه يضم عدة مرافق وأهمها قاعة أنشطة، وقاعة اجتماعات، ومركز ثقافي كبير بسائر مرفقاته، ومكتبة للمطالعة، ومدرسة قرآنية، ويمتلك متطلبات البنية التحتية مثل مواقف السيارات، بجانب عدد من المحلات التجارية التي أوقفت لصالح المسجد.
يتميّز المسجد بهندسة معمارية ذات طراز تراثي مع لمسة من المعمار السعودي المعاصر، مما جعله تحفة معمارية تحظى بإعجاب الناس الذين يقصدونه من أماكن بعيدة للاستمتاع بجمالياته وللتعرف على وظيفته التنويرية التي يقوم بها بنشاط مشهود.
يتألق مبنى المسجد في هذه المدينة، بهيكله الكبير والذي تزينه ٤ مآذن عالية وتتوسطه قبة ضخمة، ويمتلك واجهة جميلة ذات مقدمة بارزة، وتمتاز المقدمة بأعمدتها الاسطوانية المقوسة والتي تعلوها نقوش أنيقة!