#مسجد (أولو كامي) أو المسجد الكبير في مدينة أضنة بالجمهورية التركية.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في أجمل أحياء أضنة ويطل على شارعين في قلب هذه المدينة التي تعد رابعة أكبر المدن التركية وتقع في جنوب تركيا. ويسمى مسجد أضنة الكبير، ومسجد رامازانوغلو التركي.
يعود تأريخ المسجد إلى القرن السادس عشر، حيث بني أيام أمجاد الدولة العثمانية، وقد جرى افتتاحه سنة ١٥٤١م بعد قرابة ٤ عقود من البناء. وكان قد تضرر من زلزال سنة ١٩٩٨م فتمت صيانته بإتقان وأعيد افتتاحه سنة ٢٠٠٤م وهو من أهم المعالم التي يحرص السواح على زيارته في هذه المدينة التي تقع على أحد أنهار تركيا الجميلة!
وهو مثل أغلب المساجد التركية الكبيرة، ليس مجرد مصلى بل هو أقرب إلى مجمع يضم مدرسة وقاعة مناسبات وضريحًا، ومن المحتمل أنه كان يضم مستوصفا طبيا ومطعما للفقراء، كما هو ديدن المساجد الكبيرة التي بنيت في العصور الذهبية للتأريخ العثماني!
يتكون المسجد من عدد من المباني التي تحيط بصرح مكشوف يتم استخدامه للصلاة عند الحاجة، ويتسع في المجموع لعدد كبير من المصلين، ويتزين المبنى بمئذنة رائعة ذات ارتفاع عال ونقوش مبهرة، ويبدو أن تصميمها أقرب إلى الطابع الأموي منه إلى العثماني، وينطبق ذلك على أمور أخرى في المسجد، وهذه السمة بارزة في كثير من مساجد جنوب تركيا، ويزدان السقف بعدد كبير من القباب التي تفوق العشرين قبة، وهي ذات تشكيل جذاب وأحجام مختلفة، وزاد من جاذبيتها لونها البني الفاتح، وبالنسبة للقبة الكبيرة التي تعلو المصلى الرئيسي فهي ذات لون رصاصي!
والمسجد غني جدا بالنقوش والزخارف الإسلامية الفخمة في الداخل والخارج، كما نجد في البوابات التي يرتادها المصلون عند دخولهم المسجد الذي يتصاعد من أنحائه عبق التأريخ وأريج الأصالة المعمارية في التراث الإسلامي بمدارسه المتعددة!
