#مسجد (السلط الكبير) في مدينة السلط بالمملكة الأردنية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في المركز القديم لمدينة السلط التي تقع في وسط الأردن.
لهذا المسجد تأريخ عامر بالتقلبات والتغيرات فقد بُني وهُدِم عدّة مرّات، ابتداءً من العهد المملوكي وانتهاءً بعام ٢٠١٥م، فبدايته تعود إلى العصر المملوكي على الأرجح هو والمدرسة السيفية التي تتبعه، وفي عصر الدولة العثمانية كان المبنى قد تقادم فقام العثمانيون بهدمه هو والمدرسة وبنوا مكانه مسجدا أكبر حجما وأشد متانة. وعند قيام إمارة الأردن تمت صيانته وبناء دكاكين بجانبه لصالحه.
وتعود النسخة الحديثة من هذا المسجد إلى سنة ١٩٧٤م، حيث كان المسجد السابق قد تقادم فجرى هدمه سنة ١٩٦٥م، ولا سيما بعد أن ظهرت عيوب إنشائيّة في الجدران والأسقف آنذاك، أما النسخة القائمة اليوم فتعود إلى عام ٢٠٠٧م حيث تمت إعادة تشييده من جديد باستخدام الحجر الجيري الأصفر، وتم الافتتاح الرسمي للمسجد عام ٢٠١٥م.
ومع كل هذه التغييرات فإن أصل المسجد قديم، ويبدو أن هذا الأمر قد روعي في كل تطوير أو إعادة بناء، بدلالة أنه أدرِج عام ٢٠٢١م على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.
وبجانب مكانته التأريخية فهو يمتلك العديد من الإمكانيات الجمالية، كما يبدو في تصميمه الرائع، ومئذنته التي جمعت بين الضخامة والفخامة مع تميز واضح في التصميم، وتعلوها قبة زرقاء تتحد مع القبة الرئيسية للمسجد في شكلها وزرقتها!
أخذ المسجد الشكل المستطيل في تمدده على الشارع، ويتكون من طابقين عريضين، حيث يتسعان لبضعة آلاف من المصلين، وبجانب وظيفته في احتضان من يريدون إقامة الصلوات فإنه يقوم بدور ثقافي مشهود في حياة المجتمع بهذه المدينة.
