#مسجد (المجيدية) أو الجامع المجيدي في مدينة بيروت عاصمة الجمهورية اللبنانية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة بيروت عاصمة لبنان وكبرى مدنه وأهم موانئه، والتي تقع في وسط الساحل اللبناني مطلة بجمالها الساحر على البحر المتوسط.
سمي بهذا الاسم نسبة للسلطان عبد المجيد الأول وهو من أواخر سلاطين بني عثمان. وقد بني المسجد في آخر عمر الدولة العثمانية، وجرى الافتتاح الرسمي له سنة ١٨٤٤م.
كان مبنى المسجد في البداية قلعة عسكرية من قلاع بيروت البحرية وبرجاً من أبراجها المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ولأنه كان يمثل امتدادا لسوق الطويلة فقد تم استخدام الطابق السفلي للقلعة كمخزن جرى تأجيره لبعض التجار!
وتعود بداية تحول القلعة إلى مسجد إلى سنة ١٦٩٩م حينما تأسست في هذا المكان زاوية للصلاة تحت اسم «زاوية الشيخ محمد الشويخ»، وفي عهد السلطان عبد المجيد الأول تم التحويل الرسمي إلى مسجد باسم جامع المجيدية. وأضيفت له بعض التعديلات حتى يتلائم المبنى مع وظيفته الجديدة كمسجد، ثم جرى بعد ذلك بناء الفناء الداخلي والسقف، وفتح باب يتيح الوصول إلى طريق الميناء مع سلم حجري. وفي عام ١٩٠٦م قام السلطان عبد الحميد الثاني بتجديد بنائه مضيفا له بعض الأمور.
وبدوره فإن المجتمع المسلم في بيروت قد أوقف لصالح هذا المسجد العديد من الأوقاف، لكن الحرب الأهلية التي اشتعلت في البلد تسببت في هدم قسم كبير من المسجد وخاصة مئذنته، ولكن جرى ترميمه وتجديده بعد الحرب وبالتحديد في سنة ١٩٩٥م، وأضيفت مئذنة عثمانية ثانية إلى المئذنة الأولى، وبذلك فقد جمع المسجد في مئذنتيه بين النمطين الأموي والعثماني!
وبجانب المئذنتين يمتلك المسجدعددا من القباب المبنية على النمط العثماني، ويمتلك واجهة منحته قدرا كبيرا من الجاذبية، بجانب الساحة التي تنبثق نوافيرها من بين البلاط المرصوف بعناية بالغة!
