مسجد (سعد بن أبي وقاص) في مدينة الكويت عاصمة دولة الكويت.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في مكان متميز أمام مبنى جامعة الكويت بحي كيفان في العاصمة الكويتية التي تحمل اسم الدولة.
وهو في الأصل مسجد قديم كان يتبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ويعاني من التقادم، وكان رجل خير كويتي يدعى ناصر السعيد قد أوصى بثلث ماله لأعمال الخير، فاستأذن ورثته الوزارة في هدم المسجد وإعادة بنائه بصورة أكبر وأجمل على نفقة الثلث الذي تركه والدهم، وهذا ما كان، حيث أعيد بناؤه خلال بضع سنوات، وجرى الافتتاح في رمضان سنة ٢٠١٨م.
يمتلك المسجد تصميما رائعا، ويتجسد في مبنى ضخم يحتوي على مصليين كبيرين: المصلى اليومي الصغير والمصلى الكبير الذي يتم فتحه يوم الجمعة وفي الأعياد والمناسبات الدينية الكبرى.
للمسجد قبتان مختلفتان عن سائر القباب، القبة المربعة التي تسقف المصلى الرئيسي والقبة المستطيلة التي تقع فوق المصلى الفرعي. وله مئذنتان بالغتا الارتفاع والروعة وتشبهان اليراع، ولا سيما الجزء الأعلى الذي يشبه تماما القلم الذي كان يكتب بمداد الدواة مباشرة!
يمثل المسجد تحفة فنية مدهشة في الخطوط الكثيفة التي يتزين بها، حيث تولى الفنان الكويتي فريد العلي رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية تزيينه بالخط الكوفي المربع في المحراب، حدث ذلك في المنبر والمحراب ومساحات واسعة من جدرانه الداخلية والخارجية، وقام بتزيين نوافذه بمشربيات رائعة صنعها عبر خطه المذهل، حيث سطر أسماء الله الحسنى وآية الكرسي وآيات وعبارات أخرى في مواضعها، وسطر البسملة في الباب الرئيسي وكانت مفتاح دخوله لهذا المسجد الكبير الذي صنع منه تحفة فنية مدهشة، وقد شاهدت فيديو مقابلة له مع قناة دولة الكويت شرح فيها كل هذه الأمور وغيرها باستفاضة ودراية تامتين!
وبالطبع فإن المسجد يمتلك بنية أساسية متكاملة، ويضطلع بدور مقدر في صناعة الوعي وتجسير المسافات بين مكونات المجتمع المسلم في هذا البلد الذي يعد أهم واحة خير في مجتمعنا العربي المعاصر.