#مسجد (التضامن الإسلامي) في مدينة مقديشو عاصمة جمهورية الصومال.
أ.د.فؤاد البنا
يتربع مسجد التضامن الإسلامي على ربوة مرتفعة في وسط العاصمة الصومالية مقديشو، في مكان قريب من مبنى البرلمان الصومالي وميدان الجندي المجهول، وسمي بهذا الاسم نسبة لقيمة التضامن التي ينبغي أن تحل بين جميع المسلمين فضلاً عن أبناء الوطن الواحد، وللأسف فقد فقَد الصوماليون هذه القيمة طيلة بضعة عقود إذ خاضوا حربا أهلية تسببت في صناعة ملايين المآسي، سواء للقتلى أو الجرحى أو المشردين الذين هاموا على وجوههم فتجرعوا أنواع الويلات وتجهّمهم القريب قبل البعيد!!
قامت رابطة العالم الإسلامي ومقرها في مكة المكرمة ببناء هذا المسجد في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وافتتح عام ١٩٧٨م، وقامت الرابطة ببناء المسجد ضمن مشاريع عمرانية أخرى قامت بتمويلها وتنفيذها في دولة الصومال.
وكان المسجد قد أغلق عند اندلاع الحرب الأهلية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ثم أعيد افتتاحه في عام ٢٠٠٦م من قبل اتحاد المحاكم الإسلامية الذي سيطر على الحكم لفترة واجتهد في إطفاء نيران الحرب الأهلية، وقام بصيانة المسجد قبل افتتاحه، من خلال أموال التبرعات التي جرى جمعها لصالح تجديد المسجد، وقد أكملت حكومة الصومال الاتحادية عمليات التجديد الرسمية للمسجد في عام ٢٠١٥م.
ورغم مرور زمن طويل نسبيا على تأريخ البناء، ما زال هذا المسجد أكبر مسجد في منطقة القرن الإفريقي؛ إذ تزيد قدرته الاستيعابية عن ١٠ ألف مصل من الرجال والنساء داخل المبنى المسقوف وفي الفناء المعد لاستيعاب أعداد إضافية عند وجود الحاجة.
وبجانب كون هذا المسجد الأكبر في مقديشو، فقد كان أجمل مساجد العاصمة قبل أن يزيحه مسجد علي جمعالي العام الماضي ليصبح رقم ٢ من الناحية الجمالية؛ فهو تحفة معمارية رائعة في قلب العاصمة الصومالية؛ بتصميمه الجميل ومعماره الجذاب.
وبجانب ذلك يمتلك واجهة رائعة بأعمدتها الاسطوانية المقوسة والتي تعلوها نقوش هندسية مبهرة، ويتزين بمئذنة عالية ذات تصميم تقليدي متعصرن، ومن خلال شرفتها يمكن رؤية مساحات واسعة من هذه المدينة الكبيرة التي تنهض الآن من بين ركام الحرب كطائر العنقاء، ويمكن رؤية مياه المحيط الهندي القريبة من مبنى المسجد!
ويمتلك المسجد بنية تحتية متكاملة ومنها الفناء الواسع الذي يستوعب مئات السيارات وتتخلله أشجار كبيرة وبعض المساحات الخضراء!
