#مسجد (عمر بن الخطاب) في مدينة حماة بالجمهورية العربية السورية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على ناصية مهمة متمركزا على شارعين، في وسط مدينة حماة التي تقع في قلب سوريا وتعد رابع أكبر مدنها، وسمي باسم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب الذي يعتز كل مؤمن برفع اسمه واتخاذه عنوانا لمسجده؛ حيث توجد آلاف المساجد في العالم تحمل اسم الفاروق عمر ومنها سوريا التي يستحيل أن توجد مدينة من مدنها دون أن تتزين بمسجد عمري أو أكثر!
وللأسف فقد قلبتُ وسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن أي معلومة تعرّف بهذا المسجد فلم أجد غير عدد من الصور والفيديوهات الخالية من أي معلومة نافعة بهذا الصدد، وهذا شأن كثير من المساجد في سوريا، ويا للعجب حينما لا تجد أي معلومات عن مساجد رئيسية في مدن سوريا بينما تجد في المقابل معلومات واضحة عن كثير من مساجد القرى في فلسطين المحتلة فضلاً عن المدن!!
يتكون المسجد من مبنى رئيسي تسقف معظم مساحته قبة ضخمة ذات ٨ أضلاع، وربما كانت الأكبر في حماة، وقد انتصبت على عدد من الأعمدة المنبثة في الأطراف، بحيث تبدو المساحة الأكبر من المسجد من غير أعمدة!
ويتكون قلب المسجد من صرح مكشوف تتوسطه نافورة شامية حسنة، وتحيط بالصرح ٣ أروقة ذات قباب صغيرة تسقفها، هذا بجانب المصلى الرئيسي ذي القبة الضخمة، مما يؤكد أن المسجد كبير ومن المرجح أنه يتسع لبضعة آلاف من المصلين!
حظي المسجد بتصميم متفرد جعله آية هندسية جذابة وتحفة فنية متفردة؛ بقبته الضخمة في قطرها وارتفاعها وفي تخطيطها الهندسي الجميل ولونها الذي تغير في عديد من الصور من الناصع البياض إلى البرتقالي إلى الأخضر الذي يسر الناظرين، غير أنها ليست مزخرفة في الداخل، وكذلك بقية المسجد كله، باستثناء المحراب الذي جرى تزيينه بنقوش وزخارف ذات ألوان متعددة، والمنبر الذي صنع من خشب فاخر، وعن طريق النحت المتقن نقشت فيه عدد من الأشكال الهندسية المتقنة!
ويحوز المسجد مئذنة عالية وذات شموخ كبير، وكأنها تتحدى المحن التي مرت بها هذه المدينة. ولقد تفنن المعماريون في توظيف الحجارة ذات الألوان المتعددة في صناعة لوحة بديعة من الجمال الآسر وسط بستان عامر بالخضرة، ولو حظي بعناية أكبر لزاد من جمال المسجد بصورة أكبر!
وبالطبع فإن تأثير زلزال كهرمان مرعش قد وصل إلى مدينة حماة، لكن المسجد لم يصب بأذى بحمد الله تعالى.