#مسجد (أولو جامع) أو المسجد الكبير في مدينة ديار بكر بالجمهورية التركية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة ديار بكر التي تقع على ضفاف نهر دجلة وتستوطن جنوب شرق تركيا، ويتقاسم العيش فيها أكراد وعرب وأتراك في ظل أخوة الدين والمواطنة المتساوية.
هذا المسجد هو أقدم مساجد تركيا قاطبة، ويعتبره الأتراك خامس مسجد في تأريخ الإسلام، والعجيب أنني صادفت عددا من المساجد في عدد من البلدان التي يقال عن كل واحد منها بأنه خامس أو رابع مسجد في التأريخ الإسلامي ومنها مسجدان في الهند!
يعيد مؤرخون تأسيس المسجد إلى سنة ٦٣٩م، لكن التأريخ الموثق للمسجد، على الأقل للمبنى القائم الآن، يعود إلى عام ١٠٩١م حينما قام الحاكم السلجوقي جلال الدولة ملك شاه بتشييده في ذلك العام. وقد استعملت في بنائه صخور البازلت المحلية السوداء.
تضرر المسجد مرارا بزلازل أو حرائق ومنها الحريق الذي أصابه سنة ١١٥٥م وأصابه بضرر بالغ!
بني المسجد بصورته الحالية في أيام الدولة السلجوقية التي كانت تمتلك نمطا يميزها في عمارة المساج، لكن النمط الأموي السائد في سوريا كان ما زال ذا جاذبية عالية ولا سيما في المسجد الأموي بدمشق، مما جعل بناة هذا المسجد يتأثرون في تصميمهم به، ولذلك يلاحظ بوضوح أن هذا المسجد يشبه بقوة المسجد الأموي في دمشق!
ويتضح هذا التأثر في الهيكل العام للمسجد وفي تفاصيل الهندسة المعمارية والزخارف والرسوم والنقوش الفنية، مثل منحوتة الأسدين الذين يهاجمان ثورين والموجودة على بوابة المسجد.
يتكون المسجد من قاعة رئيسية للصلاة، تتسع لأكثر من ٥٠٠٠ مصلّ، وبعض القاعات والغرف الأخرى والمخصصة لبقية وظائف المسجد بوصفه منارة لتعليم المسلمين وواحة لتقوية الروابط الاجتماعية!
