#مسجد (شعيب) في مدينة إدلب بالجمهورية العربية السورية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قلب ساحة عريضة بوسط مدينة إدلب التي تعد عاصمة محافظة تحمل نفس الاسم، وتقع في شمال سوريا، وتسمى بالمحافظة الخضراء نتيجة كثرة أشجار الزيتون في أراضيها الخصبة. ويبدو أنه سمي على اسم النبي شعيب عليه السلام.
وللأسف فإن هذا المسجد مثل كثير من مساجد سوريا يعاني من انعدام المعلومات، فقد قلبت عشرات الصفحات والمواقع وشاهدت عددا من الفيديوهات للبحث عن معلومات تخص هذا المسجد، ورغم ضخامته فليس هناك أي معلومة عن من أسسه وسنة التأسيس ومساحته أو أي معلومة أخرى، غير أنه تعرض في عام ٢٠١٦م لمحاولة تفجير ونتج التفجير عن استشهاد ٣ وإصابة أكثر من ٥٠ بجروح متفاوتة!
ومن خلال مجموعة الصور والفيديوهات التي تعرض بصمت لصلاة العيد، فقد استنتجت أن هذا المسجد حديث نسبيا، وربما مرت عليه بضعة عقود، وأنه يتكون من طابقين، وأنه من الضخامة بحيث يتسع لبضعة آلاف من المصلين، سواء في المصلى الرئيسي أو مصلى النساء أو الملحق الذي يتصل بالقاعة الرئيسية، ولا يفصل بينهما سوى جدار تنفتح منه عدد من الأبواب ذات العقود المزينة بزجاج ملون!
يحتوي المسجد على قبة ضخمة جدا وذات تصميم شديد الندرة، وهي أكبر قبة في مساجد أدلب وريفها، ويبدو أن قطرها كبير وقد يزيد عن ٤٠م، وتحيط بنصفها عند السطح سلسلة من النوافذ المقوسة ويبدو لي أنها لا تقل عن ٣٠ نافذة، ولو كانت السلسلة مستمرة في النصف الآخر من القبة لوصل عددها إلى ٦٠ نافذة، وهي من الحجم المتوسط والتي تسمح بنفاذ الضوء الطبيعي إلى الداخل بجانب النوافذ الثلاثية للمبنى!
وعند الركن الذي يقع على شارعين ترتفع مئذنة عالية بشموخ واضح، ورغم الارتفاع الكبير للقبة فإن المئذنة تفوقها بكثير، إذ أن الشرفة التي تقع في منتصفها أعلى من ذروة القبة، أما الشرفة العالية فهي كافية لرؤية مساحات شاسعة من هذه المدينة التي يسيل زيت زيتونها من بساتينها إلى أفواه كثير من المستهلكين داخل وخارج سوريا!
