#مسجد (نيهال أتاكاس) في مدينة الإسكندرونة بالجمهورية التركية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على ساحل البحر المتوسط، حيث تجثم مدينة الإسكندرونة بجمالها الساحر على الشاطئ الأزرق، وتتبع ولاية هاتاي الواقعة في جنوب غرب تركيا، وهي من المدن التي تضررت بقوة من الزلزال الذي أحدث كل هذا الدمار منذ ٤ أيام، لكن هذا المسجد سليم بحمد الله تعالى، وهو يقوم بدور مقدر في إيواء الشاردين من بيوتهم.
جرى افتتاح المسجد رسميا في مارس ٢٠١٩م، وكان على رأس الجانب الحكومي الرئيس رجب طيب أردوغان الذي استثارت روحانية المسجد أشواقه وهزت وجدانه ليتلو مقطعا من آيات الذكر الحكيم، وقد تناقلت كثير من المواقع والقنوات مقطع الفيديو الذي يتلو فيه الآيات.
يمكن اعتبار هذا المسجد تجسيدا رائعا للتزاوج الجميل بين الماضي والحاضر، فقد تم تصميمه وفق نمط يجمع بين أصول المعمار العثماني وتطورات النمط التركي المعاصر، وهذا بادٍ بوضوح من تأمل سائر مكونات هذا المبنى الأنيق، ولا سيما هيكله العالي الآخذ ما يشبه التكوين الهرمي، إذ أن القاعدة عريضة والقمة ضيقة وتتمثل في القبة الجذابة التي تزين المبنى بكل ما تحمل من تفاصيل جمالية ملفتة للأنظار!
ويتزين كذلك بعدد من القباب الصغيرة الموزعة بذوق عال على سطح المبنى، وفي طرفي الواجهة المطلة على البحر ترتفع مئذنتان اسطوانيتان ساحرتان، وتتكون كل واحدة منهما من قاعدة عريضة مربعة وشرفة أنيقة واحدة ومن رأس مدبب!
وفي الداخل يَسبح المسجد في عالم من الجمال الذي نسجت تفاصيله الزخارف والنقوش المبهرة والخطوط الرائعة!
وبجانب الجمال الذاتي للمسجد فإنه يمتلك جمالا آخر يتصل بموقعه الاستراتيجي المتفرد على البحر مباشرة، دون أن يشاركه هذه الخصيصة مبنى آخر على طول الساحل، وتحيط به مسطحات خضراء من ٣ جهات بينما تتزين الجهة الرابعة بزرقة مياه البحر المتوسط!
ولكل هذه المقومات الجمالية فقد صار المسجد رمزا لهذه المدينة، حتى أن كثيرا من الأخبار المتعلقة بالمدينة تتزين في كثير من وسائل الإعلام بصور رائعة لهذا المسجد الخلاب!
ولا شك بأن المسجد ليس مجرد معبد لأداء شعيرة الصلاة فقط، بل هو بجانب ذلك مؤسسة تربوية واجتماعية، ويمتلك من البنى ما يؤهله للقيام بهذا الدور على أفضل وجه.
