#مسجد (هوهولا) في مدينة بورت مورسبي عاصمة جمهورية بابوا غينيا الجديدة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الحديثة بمدينة بورت مورسبي عاصمة دولة بابوا غينيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي بين إندونيسيا وأستراليا.
وتعود قصة المسجد إلى العام ٢٠٠١م حينما قام رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بزيارة لهذا البلد فوجد المسلمين بلا مسجد، فاتفق مع الحكومة الغينية على إعطاء المسلمين قطعة أرض لبناء مسجد كبير، وتواصل مع عدد من الجمعيات الخيرية في البلاد العربية وماليزيا من أجل الإسهام في البناء!
ورغم أن فكرة بناء مسجد ومركز إسلامي تعود إلى سنة ١٩٨٧م إلا أن البناء الفعلي للمسجد قد انطلق في عام ٢٠٠٤م، وانتهى بناؤه عام ٢٠٠٧م ليتم افتتاحه شعبيا ورسميا في احتفال كبير، باعتباره أول مسجد في هذه البلاد التي يشكل المسلمون فيها نسبة بسيطة ويصل عددهم إلى نحو ٥٠٠٠ مسلم!
تدير المسجد وتشرف عليه الجمعية الإسلامية لبابوا غينيا الجديدة، وجرى بناؤه من قبل شركات ماليزية وإندونيسية، أما الأموال فقد أتت من عدد من المنظَّمات الإسلامية حول العالم، مثل: مجلس الدعوة الإسلامية الإقليمي لجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، وبعض المنظمات في إندونيسيا، ووزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية، إضافة إلى تبرُّعات من أفراد ومنظمات غير حكومية في غينيا.
وقد قام د. مهاتير محمد بزيارة المسجد والجالية المسلمة مرة أخرى في عام ٢٠١٨م على هامش حضوره لقمة اقتصادية أثناء رئاسته لحكومة بلاده للمرة الثانية!
بني المسجد من الخرسانة المسلحة وسقف بطريقة هرمية بأقوى أنواع الأخشاب، وبطراز هندسي يجمع بين الفن الإسلامي وبين الفنون المحلية في هذه البلاد التي تجيد البناء بالأخشاب!
وفي قمة هرم السطح ترتفع قبة عالية ذات نوافذ واسعة، فأعطت المسجد خصوصيته الدينية ومنحته جاذبية هائلة!
ويبدو بحسب شهادات العديد من رواد المسجد وزواره بأن داخل المسجد أشد جمالا من خارجه، رغم بساطته واقتصاده في النقوش والزخارف!
يمثل المسجد محور الحياة الاجتماعية للجالية المسلمة في هذا البلد، ويحتضن مدرسة قرآنية لتعليم الناشئة أساسيات القرآن والإسلام حتى لا تضمحل هويتهم في هذا البلد ذي الأغلبية المسيحية!
