#مسجد (أدهم بك) في مدينة تيرانا عاصمة جمهورية ألبانيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في ناصية تطل على شارعين بقلب مدينة تيرانا، في إحدى الساحات العامة ويجاوره برج الساعة.
ويعود المسجد إلى القرن ال ١٨ حيث جرى تأسيسه سنة ١٧٨٩م على أيدي العثمانيين، لكن الاكتمال لم يتم إلا في وقت متأخر بسبب مصاعب عديدة، وتم افتتاحه سنة ١٨٢٣م.
ظل المسجد يقوم بوظائفه أيام الدولة العثمانية على خير ما يرام، وحافظ على جماله بسبب متانة عمارته والمواد التي جرى تشييده منها، لكنه تعرض للإغلاق في ظل الحكم الشيوعي لهذا البلد ذي الأغلبية المسلمة، ثم أعيد فتحه كدار للعبادة في عام ١٩٩١م، دون الحصول على إذن من السلطات الرسمية، واستأنف القيام بوظائفه العبادية الشاملة في مضامير التعبد الروحي والتعبد الثقافي والتعبد الاجتماعي، واستمر على هذا الحال إلى يومنا هذا!
يتكون المسجد من قسمين وكلاهما مسقوفان، الأول يمثل المبنى الرئيسي المغلق بجدرانه الأربعة وتعلوه قبة فضية شديدة الأناقة والجمال، والثاني يقوم على أعمدة اسطوانية مقوسة وهو مفتوح على الشارع!
ومن جانب المبنيين وبصورة ملتصقة، تنبثق مئذنة قلمية شامخة، وتمتلك الكثير من الحسن والجاذبية، بقوامها الممشوق ذي الخطوط الهندسية الرائعة، وشرفتها البديعة!
يزخر المسجد بالكثير من الزخارف والنقوش المبهرة وبالخطوط العربية المذهلة، مثل سائر المساجد العثمانية التي تزدان بها ألبانيا ومنطقة البلقان عامة!
يمثل هذا المسجد معلما من معالم مدينة تيرانا، بما اجتمع له من قيمة تأريخية ونفاسة فنية، ولهذا فإن الزوار والسواح يتقاطرون عليه من كل ناحية!