#مسجد (عمر بن الخطاب) في مدينة بيت لحم بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
سمي المسجد باسم الصحابي والخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ ذلك أن له قصة مع هذه المدينة التي تعد مسقط رأس المسيح عليه السلام، فبعد أن استلم عمر مدينة القدس، سافر إلى بيت لحم سنة ٦٣٧م، وهناك قام بإصدار قانون يضمن حرمة المسيحيين ورجال الدين فيها واحترام كنائسهم ومنازلهم، وقيل إن عمر صلى في الموقع الذي بني فيه هذا المسجد.
يعد هذا المسجد أقدم مسجد ما زال يقوم بعمله في المدينة، وقد شيد أيام الدولة العثمانية وبالتحديد في عام ١٨٦٠م، وكانت الكنيسة اليونانية قد تبرعت بالأرض التي شيد عليها المسجد، وهذه صورة من صور التعايش المتسامح التي عاشها المسلمون والمسيحيون منذ أن جذّر الفاروق عمر أسس النظرة المتسامحة للآخر في العهد الذي أعطاه للمسيحيين في بيت المقدس!
وظل المسجد على الصورة التي تم بناؤه عليها حتى جرى تجديده عام ١٩٥٥م بصورة واسعة، أثناء قيام الحكومة الأردنية بإدارة المدينة، وجرى تجديده مرة أخرى في عام ٢٠٠٤م، بتمويل من الإمارات العربية المتحدة، بعد أن تعرض لدمار كبير خلال الانتفاضة الثانية.
وتقدم مدينة بيت لحم نموذجا رائعا للتسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين، فبجانب الأرض التي وهبتها الكنيسة لبناء المسجد، ظل مسيحيون يقدمون زيت الزيتون لإضاءة قناديل المسجد، وفي المقابل فإن مسلمين يتجمعون مع مسيحيين في فترة عيد الميلاد للاحتفال بميلاد من بشّر بولادة محمد صلى الله عليه وسلم!
يتكون المسجد من ثلاثة أدوار، ويمثل محور عدد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية للمسلمين في الحي الذي يستوطنه بهذه المدينة، ويمتلك تصميما رائعا بشكله الجميل ومعماره المتقن، وأهم ما يميزه هو مئذنته الأنيقة بتصميمها الرائع ومظهرها الحسن وشرفتها البديعة!