مسجد (إمام زادة) في مدينة جانجا بجمهورية أذربيجان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على بعد ٧ كم من مدينة كنجة التأريخية، ويتمدد على أراضي محمية من قبل الدولة في ولاية كنجة بوصفها أماكن تأريخية وثقافية ذات قيمة عالية، ويحرم التصرف فيها بأي صورة من الصور. ويتكون المسجد والضريح من مجمع يضم جدرانا ذات مداخل ومساجد صغيرة وعدد كبير من القبور والأضرحة!
وسمي بهذا الاسم نسبة لرجل يحمل هذا الاسم، وهو من رموز الفكر الشيعي ويقال إنه ابن محمد الباقر الذي يعده الشيعة الاثنا عشرية الإمام الخامس من أئمتهم الاثني عشر، ويزعمون أنه فرّ إلى هذه المنطقة خوفا من بطش الدولة العباسية!
وقد عاش إمام زادة الذي يلقبه محبوه بالإمام في هذه المنطقة ومات فيها، ويوجد ضريحه في قلب المسجد حيث بني له بيت مستقل داخل المسجد وتحت القبة الرئيسية!!
ويعد هذا المسجد واحدا من أكبر المساجد التأريخية التي تم تشييدها على مستوى جمهورية أذربيجان كلها، وهي إحدى الجمهوريات الست التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي سنة ١٩٩٠م وتطل على بحر قزوين الغني بثرواته الطبيعية!
يتميز المسجد بتصميمٍ معماري فريد من نوعه؛ بتخطيطه الجذاب وألوانه الأنيقة والممزوجة بمقادير رائعة، وزخارفه ونقوشه ومقرنصاته الساحرة للأعين والألباب، وينطبق هذا على مبانيه كلها التي توجد داخل فناء واحدة وتجاوره مقبرة كبيرة، ولا سيما المبنى الرئيسي الذي تعلوه المئذنتان!
وترتفع الأسهم الجمالية لهذا المبنى الجميل بما يزدان به من مئذنتين فاتنتين وقباب ساحرة بمختلف أحجامها وألوانها، حيث تزخر بنقوش وزخارف هندسية بالغة الروعة مع توزيع ذكي جدا للألوان مما ينم عن ذائقة جمالية عالية!
والمسجد كله شديد الثراء بالنقوش والزخارف، سواء في الخارج أو في الداخل، حيث اقتبس المصمم من الفنين الفارسي والتركي ودمجهما في بوتقة خياله الخصب ليخرج بهذه التحفة الفنية النفيسة، بغضّ النظر عما يحدث في المسجد من خزعبلات وما يؤمن به الشيعة من خرافات!
