#مسجد (سعد بن أبي وقاص) في مدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في منطقة الشياح التي كانت قرية تقع جنوب مدينة بيروت كبرى مدن لبنان، لكنها صارت جزءا من العاصمة اللبنانية التي تطل بجمالها الطبيعي الخلاب على البحر المتوسط، مسندة ظهرها إلى جبل لبنان الذي يحرسها من غدر الغزاة الآتين من خلف البحار!
سمي المسجد باسم الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص الذي يعد من العشرة المبشرين بالجنة، وقد بناه أبناء التاجر المعروف الحاج عمر الفحل وحفيده عمر عبدالله الفحل؛ بناء على وصية هذا الرجل الصالح الذي خصص جزءا من ماله لعمل الخير ومساعدة المحتاجين وخصص وقفا في منطقة المصيطبة لصالح المسجد ومركزه الثقافي.
يتكون مبنى المسجد من ٥ طوابق، وهو أشبه بمجمع متعدد الوظائف؛ إذ يضم بجانب المصليات مركزا ثقافيا يتضمن قاعات متعددة الأغراض ومكتبة عامة غنية بالمراجع، وعيادات طبية تعالج المرضى المساكين، ويحتوي على مطعم كبير لإطعام الفقراء وإفطار الصائمين في رمضان.
وقد جرى افتتاحه في رمضان ١٤٣٣ هجرية الموافق شهر أغسطس ٢٠١٢م.
اجتمعت الضخامة والفخامة في هذا المبنى بأبهى حلة، من خلال معماره الأنيق الذي تنسكب منه الروعة؛ حيث يتميز بنوافذه الرأسية العالية التي ترتفع بشموخ عدد من الطوابق، وبمئذنته الجذابة التي تجمع بين نمط من الفن الأموي كما يبدو من شرفتها المتميزة، وبين نمط من الفن العثماني كما يبدو في رأسها القلمي الحاد، وبقبته الخلابة التي تتدلى منها ثريا كبيرة بينما تتدلى ثريات عديدة صغيرة الحجم في عدد من أبهاء المسجد الذي تغمره النقوش ويزدان بالزينات التي تمنحه مظهرا خلابا وجمالا مختلفا!
وبسبب جماليات هذا المسجد فقد أضاف معلما فنيا جديدا من المعالم الإسلامية الجمالية التي تزخر بها مدينة بيروت التي هي مدينة الإمام الأوزاعي، وهو من أكابر الأئمة الذين أنتجتهم الأمة في كل القرون، حتى أنه كان إمام مذهب اندثر بسبب تقصير تلاميذه في خدمته!
