ملخص أحكام صيام الست من شوال
ـ✾══════✾
السؤال
ملخص أحكام صيام الست من شوال
ـ✾══════✾
الإجابة
🌙 صيام الست من شوال سنة ثابتة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم ورغب فيها؛ لحديث: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم وغيره.
🌙 إنما كان صيام الست بعد صيام رمضان يعادل صيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها، فيكون صيام رمضان ثلاثين يوما بثلاثمائة يوم، وصيام الست من شوال بستين يوما، ومجموعهما 360 يوما، وهي عدد أيام السنة تقريبا (الدهر)، وهذا المعنى قد ورد منصوصا عليه في بعض الأحاديث الصحيحة.
🌙 اشتهرت تسميتها عند كثير من الناس بالست البيض، وهي تسمية غير صحيحة؛ فإن الأيام البيض هي التي يكون القمر في ليلتها مكتملا، ومنه قيل صيام الأيام البيض لصيام (13-14-15 من الشهر)، وأما الست فإنها تكون في كل شوال فلا معنى لتسميتها بالبيض، فالصواب أن يقال في تسميتها: (الست من شوال).
🌙 يبدأ صيام الست من ثاني عيد الفطر (2 شوال)، وينتهي بآخر يوم في شوال، وتأخير صيامها بعد العيد بثلاثة أيام أو أكثر أفضل؛ ليأخذ الناس فرحتهم بالعيد، وحتى لا يتضجر الأولاد والأهل من هذه الطاعة حين يرونها سرقت فرحتهم من آبائهم وأمهاتهم، إلا أن يكون المسلم بعيدا عن أهله في العمرة أو الغربة أو نحوها فالمستحب التعجيل عندئذ.
🌙 يجوز صيام الست متتابعة، ويجوز صيامها متفرقة، والتتابع أفضل، كما يجوز صيامها أول الشهر أو أوسطه أو آخره، فكل ذلك جائز.
🌙 من صام بعض الست في يوم جمعة أو سبت فلا شيء عليه؛ فإنه إنما صام قصدا للست من شوال وليس تخصيصا للجمعة أو السبت، وإن صام معه يوما قبله أو بعده فهو أفضل.
🌙 يجوز تقديم صيام الست قبل صيام القضاء لمن كان عليه قضاء من رمضان، هذا قول جمهور الفقهاء؛ لأن وقت الست مضيق بشهر شوال، بينما وقت القضاء موسع في سائر السنة، كما صح أن عائشة رضي الله عنها ربما أخرت صيام القضاء إلى شعبان، والقاعدة: (أن الأضيق وقتا مقدم على الأوسع وقتا)، كما أن من أفطر رمضان كله بعذر لا يمكنه صيام الست بعد القضاء بحال على من قال بالمنع؛ فإن القضاء سيستغرق منه شوال كاملا، ويُحمل قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (ثم أتبعه ستا من شوال) على أن هذا حكم الغالب، ومن كان سيتمكن من صيام القضاء والست معا في شوال فليبدأ بالقضاء، ومن علم من نفسه التقصير في صيام القضاء حتى دخول رمضان القادم كان القضاء هو اللازم في حقه؛ فالفرض مقدم على النفل.
🌙 يجوز الجمع بين نية صيام الست من شوال وصيام الأيام البيض (13-14-15)، أو صيام الإثنين والخميس، ولكن لا يجوز الجمع بين نية صيام الست ونية القضاء، أو نية الكفارة، أو نية النذر، على الأحوط من أقوال أهل العلم.
🌙 لا يشترط تبييت النية من الليل في صيام الست؛ لأنها من النوافل، والراجح في صيام النافلة أنه يجوز عقد النية فيه من النهار كما وردت بذلك النصوص الصحيحة، فمن قام في الصباح ولم يكن قد أكل أو جامع منذ أذان الفجر فيجوز له أن ينوي الصيام من ذلك الوقت، ويواصل الإمساك بقية اليوم .. (وقد قرأت لبعض العلماء المعاصرين النهي عن هذا؛ بحجة أن النفل المعين يجب فيه تبييت النية من الليل، ولكني لا أعرف لهذا التفريق سلفا من أهل العلم، كما أن الحجة لا تسنده؛ فمسمى النافلة يشمله).
🌙 من اضطر للإفطار في منتصف اليوم فلا إثم عليه؛ فإن المتطوع أمير نفسه، ولكن يكره له قطع الطاعة بعد أن شرع فيها، وكذا من صام بعض أيام الست ولم يستطع إكمال الباقي فلا إثم عليه، ولكنه خسر الأجر المنصوص عليه في الحديث، وله من الأجر بقدر صيامه، ومن صام الست في سنة من السنين فلا يجب عليه أن يصومها في كل سنة (كما يعتقد كثير من العوام) بل يبقى بالخيار إن شاء صامها في سنة أخرى وإن شاء لم يفعل؛ فلا يزال صيامها ضمن دائرة المستحب والمسنون فقط.
🌺 تقبل الله منا ومنكم، ولا تنسونا من صالح دعواتكم 🌺
ـ✾══════✾
عن طريق تطبيق فتاوى الدكتور يوسف الرخمي
