حكم تداول منشور: لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد وحسب🔘
⭕ السؤال:
- ما صحة ما ورد في هذا المنشور يا شيخ؟ 👇
(لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد فحسب.
ابحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت، في صلة رحم، وإطعام مسكين، وكسوة عاري، وتأمين خائف، ورفع مظلمة، وكفالة يتيم، ومساعدة مريض.
ابحثوا عنها في ضمائركم قبل مساجدكم.
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء).
💡 الإجابة:
- أنا لا أتفق مع تلك المنشورات التي كلما اجتهد الناس في طاعة من الطاعات كالصلاة أو القيام أو الصيام أو الحج أو نحو ذلك من العبادات سارعوا إلى تثبيط الناس عن ذلك بأن الأولى بهم ألا ينشغلوا بهذا الأمر قدر اشتغالهم بالمساكين والأيتام ونظافة الضمير ... إلخ، وكأن من يعتكف أو يقوم الليل لا يقوم بشيء من الطاعات الأخرى، وكأن الصدقة ليس لها وقت إلا حين يقوم المسلم للتهجد والصلاة، وهذا من الصد عن سبيل الله، وقطع الطريق أمام المجتهدين في الطاعات، مع أن الواقع أن أغلب أولئك المصلين والمعتكفين هم أكثر الناس اهتماما بالفقراء والمحتاجين، وصلة الرحم، ونظافة الضمير ... إلخ، وأغلب أولئك المقصرين في هذه الطاعات هم أبعد الناس عن هذه الأمور، ومن كان إلى الله أقرب فهو إلى عباد الله أقرب، ومن كان عن الله أبعد فهو إلى باقي الأمور أبعد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بمقتضيات النبوة والبلاغ والحكم وشئون الحرب وهو في ذات الوقت المعتكف والمتهجد ومحيي الليل بالعبادة، ولا يشغله هذا عن ذاك، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحري ليلة القدر بالصلاة والقيام فقال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم، حتى ورد في بعض الروايات أنه كان يحيي الليل كله في العشر الأواخر من رمضان، ولا شك أن القيام بالطاعات الأخرى مطلوب، ولكن في ليلة القدر لا يعدل الصلاة والقيام وقراءة القرآن شيء، ومن فقه مراتب الأعمال أن الطاعة الأفضل في كل وقت بحسبه، ففي وقت الأذان ترديده، وفي وقت الجهاد الجهاد، وفي وقت المجاعة والفقر الصدقة، وفي موسم الحج الحج، وفي ليلة القدر وليال العشر الأخيرة القيام وقراءة القرآن ... وهكذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك
