#(المسجد الجامع) في مدينة هونج كونج بجمهورية الصين الشعبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي تزدحم فيه الأبراج وناطحات السحاب، وبالتحديد في شارع شيلي بوسط المدينة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع الصلاحيات ضمن جمهورية الصين الشعبية.
ومن الناحية التأريخية يعد هذا المسجد أول مسجد جرى تشييده في هونغ كونغ، حيث تم بناؤه في أربعينيات القرن التاسع عشر، ثم جرى توسيعه في عام ١٩١٥م، ولا شك بأنه قد لقي من الأقلية المسلمة صنوفا من العناية التي جعلته يبدو بهذه الجدة والأناقة !
وبسبب هذه العراقة التأريخية فقد تم تصنيف المسجد كمبنى تاريخي من الدرجة الأولى من قبل حكومة هونغ كونغ.
يقوم المسجد بدوره في خدمة الشعائر التعبدية؛ إذ تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، وينشط بشكل كبير في شهر رمضان؛ حيث تقام فيه صلاة التراويح، ويوفر الفطور والسحور للصائمين، ويحتضن المعتكفين. ويمارس دورا تنويريا من خلال الدروس والمحاضرات التي تقام فيه، ويمارس القائمون فيه دورا في الحض على التكافل الاجتماعي وتنظيمه في إطار الحي الذي يوجد فيه المسجد!
المسجد ليس كبيرا فهو يتسع لأكثر من ٤٠٠ مصلّ بقليل، لكنه تحفة معمارية امتزجت في مبناه عدد من الفنون المعمارية وعلى رأسها الفنون الهندية والصينية والعربية؛ فهو مبنى مستطيل تتربع على أركانه الأربعة أربع مآذن صغيرة، وفي مقدمة المسجد من جهة الشارع وبصورة منفصلة تستقيم مئذنة مختلفة سواء في حجمها الضخم أو علوها الكبير أو تصميمها المبهر أو نقشها المذهل!
وفي وسط السطح ترتفع قبة متوسطة الحجم لتزيد من بروز الهوية الإسلامية لهذا المبنى في بلد تغلب عليه الهوية البوذية ضمن أمة ذات أغلبية كونفوشيوسية!