#مسجد (سيدنا علي) في قرية الحرم بفلسطين المحتلة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على تلة تطل على شاطئ البحر المتوسط، في قرية علي أو قرية الحرم، التي دمرت وهجر أهلها عام ١٩٤٨، وما زال قائما إلى يومنا هذا ويقع بالقرب من مستوطنة هرتسيليا اليهودية التي تقع شمال مدينة يافا!
وسمي (مسجد سيدنا علي) بهذا الاسم نسبة لرجل صوفي يحمل هذا الاسم وهو من أبرز الأولياء - بالمصطلح الصوفي - الفلسطينيين، ويقال إنه حفيد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد بني هذا المسجد في القرن الخامس الهجري تكريمًا لهذا الرجل المسمى علي بن عليل المعروف بابن عليم، بوصفه من أولياء الله ولأنه حفيد عمر بن الخطاب!
وبلا شك فإن المسجد بعد مرور قرابة ألف عام قد تعرض لإصلاحات وتجديدات عديدة، ولم يعد كما كان أول مرة!
وكان المسجد قد نجا من التدمير الذي حصل للقرية بعد تهجير أهلها، وبدا وحيدا كأنه في بيداء لا حياة فيها، لكن الفلسطينيين حافظوا على إقامة الصلاة فيه باستمرار ولا سيما صلاة الجمعه، حتى لا يهدمه الغزاة أو يفعلوا به ما فعلوه بمئات المساجد؛ حيث حولوها إلى بارات وملاهٍ أو معابد يهودية أو مؤسسات حكومية أو اصطبلات للخيول!
يتكون المسجد من المصلى الرئيسي الذي ينقسم إلى ستة أروقة، وساحة داخلية تتسع لمئات المصلين، تحيط بها ٣ أروقة بجانب المصلى الرئيسي، وتقع الغرفة التي دفن بها الولي علي بن عليل في الجهة الجنوبية للمسجد.
ويزدان المسجد بمئذنة بالغة الشموخ والسمو، وكأنها تتحدى جحافل المعتدين، وتوجد أجزاء من المسجد بني فوقها طابق ثاني بسقف مزين بما يشبه القباب، وتوجد قبة ذات لون أخضر لتؤكد رمزية هذا المكان كمسجد إسلامي يتحدى الأعادي والعوادي!
