مسجد (فاجابيا) أو (الأحمر) في مدينة استراخان بجمهورية روسيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع مسجد فاجابيا على أراضي مستوطنة جيليان السابقة في القسم الخامس من مدينة أستراخان.
جرى الاتفاق سنة ١٨٨٨م بين بعض رواد المسجدين الأبيض والأسود اللذين كانا وحيدين في مدينة استراخان على ضرورة تأسيس مسجد جديد حتى يتم استيعاب مزيد من المصلين، لكن مصاعب مالية وإدارية أوقفت المشروع وهو ما زال حبرا على ورق، وفي عام ١٨٩٣ جرى وضع حجر الأساس بعد أن اكتسب مخطط المسجد رقم ٩ لدى الجهات الحكومية، غير أن البناء توقف ولم يتم استئنافه إلا في عام ١٨٩٧ وتم افتتاحه في ١٨٩٨م.
جرى بناء المسجد برعاية عدد من التجار التتار في هذه المدينة، حيث تبرع أحدهم واسمه عبدالرحمن بالأرض التي سيقام عليها المسجد، وتضافرت جهود الآخرين في البناء والتشييد في الوقت الذي كان يعاني فيه أغلب أبناء الجالية المسلمة في هذه المدينة من الفقر والفاقة أيام الحكم القيصري!
وكان هذا المسجد قد اكتسى باللون الأحمر ليضيف لونا إلى لوني مسجدي هذه المدينة وصار ثالث هذين المسجدين!
وفي العهد السوفييتي صار المسجد رقم ٩ أحد مسجدين سمح لهما بالعمل في مدينة استراخان بعد أن زاد عدد المساجد، لكن عام ١٩٤١ شهد تحويله إلى مدرسة مهنية، غير أن الحكومة الشيوعية تراجعت تحت ضغط المسلمين وأعادته لهم من جديد سنة ١٩٥٠م!
وبالطبع فقد أدى سقوط الشيوعية والاتحاد السوفييتي إلى عودة الاهتمام بالمساجد، وحظي هذا المسجد بتجديد وتطوير منذ عام ١٩٩١م حتى الآن ليبدو بهذه الملامح الجمالية الصارخة!
يمكن القول بأن المسجد عبارة عن مبنى من الطوب الأحمر مكون من طابقين، ويحتوي على أكثر من قاعة للصلاة. ويزدان الهيكل بكثير من النقوش الرائعة، وما أجمل النوافذ التي تم تمت بروزتها باللون الأبيض!
وتتميز عمارة هذا المسجد بارتباط مبنى المسجد برأس المئذنة فوق المدخل المركزي؛ وهي مئذنة ساحرة تتكون من شرفتين جميلتين وذروة أنيقة يعلوها هلال ذهبي!
ويزدان بقبة كبيرة ذات تصميم متفرد ولون أخضر، وتوجد قبة خضراء صغيرة فوق الجانب البارز من المبنى والذي يمثل المحراب الذي يقف فيه الإمام أثناء صلاته بالناس!