من فتاوى القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني رحمة الله عن حكم صيام يوم الشك

من فتاوى القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني رحمة الله عن حكم صيام يوم الشك



*من فتاوى القاضي : محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله ورعاه* 🔴

⚡️حكم صيام يوم الشك⚡️

➖ *السؤال : ما هو رأي العلماء في صيام يوم الشك ؟*

*الجواب :*

🔹 عند الشوكاني والأمير وعلماء السنة : أن صيام يوم الشك محرم لحديث: "لا تتقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه" والنهي يقتضي التحريم، ولحديث عمار بن ياسر: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم"، ولحديث: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين"، وفي رواية "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً" .

🔹 وعند علماء الهادوية : أنه يستحب صيام يوم الشك بنيتين فإن كان من رمضان فهو من رمضان وإن كان من شهر شعبان فصيام تطوع.

ودليل الهادوية ما روى عن “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه: "لأن أصوم يوماً من شعبان خيرٌ من أن أفطر يوماً من رمضان"، أو كما قال.

🔹 واستحباب صيام يوم الشك هو مذهب الهادوية لا الزيدية لأن مذهب الإمام "زيد بن علي" رضي الله عنه عدم مشروعية صيام يوم الشك كما جاء في "مجموع زيد بن علي" حيث قال: "حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه أمر الناس أن يصوموا اليوم الذي انكشف أنه من رمضان"، وهذا دليل على أنه لا يقول بمشروعية صيام يوم الشك.

🔹 والرد على الهادوية : عن الأثر المروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بخمسة أجوبه :

1⃣ لا نسلم أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه قد قال بهذا الأثر . أي لا نسلم بصحة هذه الرواية والظاهر أنها غير صحيحة لأنها مروية في كتب الزيدية الهادوية عن القاسم بن إبراهيم عن علي والقاسم بن إبراهيم بينه وبين علي بن أبي طالب نحو مأتين سنة وبناءً عليه فالحديث منقطع وأيضاً هو مروي في كتب السنة عن "فاطمة بنت الحسين" عن جدها "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وهي لم تدركه فالحديث موقوف على "علي بن أبي طالب" وهو منقطع غير صحيح .

2⃣ على فرض أن الحديث صحيح فقد جاء في الرواية "لأن أصوم يوماً من شعبان خير لي من أن أفطر يوماً من رمضان" لماذا قال هكذا ؟ جاء في بعض الروايات أنه كان قد جاء إليه شاهدٌ بالرؤية .

والرأي الصحيح أنه تقبل شاهدة الشاهد الواحد على رؤية هلال رمضان .

3⃣ قد جاء عن "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه ما يخالف هذا القول وأنه قد رجع عنه جاء في "كتاب زاد المعاد" ما يدل على أن “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه كان يكره صيام يوم الشك وجاء في مسند "زيد بن علي" رضي الله عنه . أن "علياً ابن أبي طالب" لم يصم يوم الشك وعلى فرض صحة قوله الأول فقد نسخه قوله الثاني وفعله .

4⃣ أن قول الصحابي ليس بحجة . عند علماء الأصول ولو كان من الخلفاء الراشدين فليس قول "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه ولا قول عمر رضي الله عنه ولا غيره بحجة إلا عند الهادوية . فعندهم قول "علي بن أبي طالب" حجة خلافاً للجماهير من علماء الأصول .

5⃣ على فرض أن كلام الصحابي حجة وصحت الرواية عن "علي بن أبي طالب" وعلى أنه لم يشهد شاهد عنده بالرؤية وعلى فرض أنه لم يثبت عنه ما يخالف قوله الأول.

فالزيدية والهادوية والعلماء الذين يقولون بحجية كلام علي بن أبي طالب أو بحجية كلام الصحابي يقيدونه بعدم معارضته للأحاديث الصحيحة . وهذا قد خالف أحاديث ابن عمر وأبي هريرة وعائشة وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة في المنع من صيام يوم الشك فأحاديث المنع من صيام يوم الشك صحيحة بل متواترة .

📌 المصدر: كتاب نيل الأماني من فتاوى القاضي العمراني.

x