(المسجد الكبير) في مدينة بانجي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة بانجي التي أسسها الفرنسيون سنة ١٨٨٩م على ضفاف نهر أوبانجي.
يتكون مبنى المسجد من الطوب الذي تم تزيينه بالجص الأبيض والأخضر، ويزدان الهيكل بثلاث مآذن سميكة الحجم وذات ارتفاع متوسط ولكل واحدة منها شرفتان، وفي ذروتها يقوم الهلال باحتضان النجمة وقد تم طلاؤهما بالذهب!
ويظهر حرص المسلمين على إظهار مسجدهم في أبهى حلة رغم الفقر الذي تعاني منه أغلبيتهم، يظهر بوضوح من خلال الصور التي تنقل لنا هذا المسجد كل مرة بلون مختلف، فمن اللبني إلى الذهبي إلى الأخضر ثم الأزرق!
ورغم أن هذا المسجد هو الأكبر في العاصمة إلا أنه لا يتسع للمصلين يوم الجمعة وفي الأعياد؛ حيث يتم تنظيف الفناء ورسم صفوف الصلاة ليصطف فيها المئات ممن لم يجدوا لهم مكانا تحت سقف المسجد!
وصل الإسلام إلى هذا البلد في القرن السابع عشر عن طريق التجار الذين ظلوا إعلانات متحركة للإسلام في التزامهم بأخلاق الصدق والأمانة والإخلاص في أعمالهم والتجويد لسلعهم والسماحة في التعامل مع غيرهم!
ومثل أغلب البلدان الأفريقية لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد المسلمين في هذا البلد، فالمنظمات التنصيرية تقول بأن المسلمين يشكلون ١٠% فقط من سكان هذا البلد، وذهب مسلمون إلى أنهم ٦٠% من السكان، لكن مسؤولين مسلمين يرون أنهم يصلون إلى ٢٥%، ويبدو أن هذا هو الأقرب إلى الواقع!
ورغم أن المسلمين ممثلون في الحكومة بخمسة وزراء وموجودون داخل البرلمان ولهم حضور اقتصادي جيد ولا سيما في مجال التعدين الذي يسيطر عليه أكثر من ٧ آلاف مسلم لبناني، إلا أن ميليشيات كاثوليكية متطرفة تقوم بين حين وآخر بارتكاب فظائع بحق المسلمين ووصلت في بعض المدن إلى حد الحرق أحياء أو القتل وقطع الرؤوس وأكل اللحوم!