#مسجد (قرية جانفي) في جمهورية بنين.
أ.د.فؤاد البنا
يتربع هذا المسجد فوق بحيرة نوكوي في قرية جانفي التي استوطنتها قبيلة مسلمة بنت منازلها على البحيرة، هروبا من حملات الاصطياد التي كان يقوم بها البرتغاليون للأفارقة من أجل تحويل السود إلى عبيد يبيعونهم في سوق الرقيق ويجعلونهم عمالاً في أعمالهم الصعبة في سائر ميادين الحياة، من الصناعة والتعدين ومن حمل الأشياء الثقيلة إلى ممارسة الأعمال الخطرة!
يقوم المسجد مثل منازل القرية كلها على ركائز منغرسة في قاع البحيرة، وأيام الأمطار تبدو المباني طافية على المياه، وبالطبع فإن التنقل بين منازل هذه القرية التي يبلغ عددها ٣٠٠٠ منزل يتم عبر القوارب!
ورغم فقر أهالي القرية الذين يعيشون على السمك أكلا وبيعا؛ فنلاحظ اعتزازهم بدينهم حينما بنوا هذا المسجد الذي يزخر بالكثير من أسباب الأناقة!
يتكون المسجد من دورين وقد تم تزيين جدره بالنقوش والزخارف والخطوط التي أظهرته في صورة تحفة حقيقية تعوم على صفحة البحيرة!
ويزداد جماله الفتان بمئذنتيه الأنيقتين اللتين ترفعان الشهادتين كل يوم خمس مرات، مؤكدتين أن الوحدانية لله فقط وأن الرسالة العالمية لمحمد صلى الله عليه وسلم وحده!
جديرٌ بالذكر أن بنين تقع في غرب إفريقيا، ويشكل المسلمون حوالي ٣٠% من سكانها الذين يصل عددهم إلى ٩ مليون ويتركزون في الشمال والشرق، وبسبب العدد الكبير للمسلمين فقد انضمت دولة بنين إلى منظمة المؤتمر الإسلامي في الثمانينات.
وتحتضن بنين آلاف المساجد، وتوجد فيها عشرات المؤسسات الدعوية والتربوية التي تعمل بدأب وسط مسلمي هذا البلد الإفريقي الذي يشكل الكاثوليك أكثريته السكانية!