#مسجد (مركز سهيل الثقافي) في مدينة فوينخيرولا بإسبانيا.
أ.د.فؤاد البنا
بمناسبة مصادفة ٢ يناير ليوم سقوط آخر إمارة في الأندلس، فسأقوم بعرض واحد من المساجد الجديدة التي تحتضنها إسبانيا، وبجانب اسم سهيل فإنه يسمى مسجد فوينخيرولا المركزي نسبة للمدينة التي يستوطنها، وتقع بين مدينتي مالقا ومأربيا، ونلاحظ هنا أن الاسم مأخوذ من مدينة مأرب اليمنية، فقد كان لليمنيين حضور بارز في بلاد الأندلس ذلك أنهم شكلوا العمود الفقري للجيش الذي فتح هذه البلاد!
يتموضع هذا المسجد في مدينة فوينخيرولا الواقعة بمقاطعة مالقة في جنوبي إسبانيا والتي أطلق عليها المسلمون اسم الأندلس وحكموها ٨ قرون!
بدأ تشييد هذا المسجد في عام ١٩٨٣، بمبادرة من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة لكن الافتتاح لم يتم إلا في ١٩٩٤م.
وسمي المسجد والمركز باسم سهيل للتذكير بقلعة سهيل الواقعة في هذه المدينة والتي بناها عبد الرحمن الثالث في عام ٩٥٦م أي قبل ١٠٦٦ سنة، وذلك بغرض تعزيز الدفاعات الساحلية، ويبدو الأثر اليمني حاضرا حتى في الاسم إذ من المعلوم أن سهيل هو اسم نجم يمني، فقد شاع في التراث اسم سهيل اليماني!
قام بتصميم المسجد مهندس معماري يدعى فرانسيسكو جامبووا، وقد راعى في تصميمه للمبنى النمط المعماري الذي كان سائدا في الأندلس أيام الحكم العربي مع لمسات عصرية؛ حيث يشمخ بواجهة أنيقة ذات أعمدة اسطوانية مقوسة، وفي الركن الأيمن ترتفع منارة رباعية ذات شكل متميز، وفي القمة، التي تشبه المآذن الأموية، توجد شرفة ذات ٤ نوافذ وتطل كل نافذة على واحدة من الجهات الأربع.
يتكون المبنى من ٣ طوابق، ويتضمن قاعة كبيرة للصلاة، وقاعة محاضرات، ومكتبة إسلامية عامرة بالكتب النافعة بعدد من اللغات، وقاعة متعددة الأغراض، ومكاتب إدارية ودورات مياه.