#مسجد (نورد كمال) في مدينة نوريلسك بجمهورية روسيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
جرى تسجيل هذا المسجد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأبعد مسجد في أقصى شمال الكرة الأرضية؛ ولهذا فإن أكثر الصور الموجودة له في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر صور الثلج بكثافة؛ إذ تستمر الثلوج هناك بالسقوط لبضعة أشهر!
هذا المسجد هو الأكبر من بين مساجد مدينة نوريلسك، وهي مدينة صناعية تقع في شمال محافظة كراسنويارسك كراي، وتعد ثاني أكبر مدينة في القطب المتجمد الشمالي، ويوجد فيها أكثر من ٥٠ ألف مسلم من التتار الذين جرى نفي آباؤهم من بلادهم أيام الزعيم الشيوعي ستالين!
احتل المسجد موقعا بارزا على طرف نوريلسك الحديثة، وقام ببنائه رجل أعمال تتري من أبناء هذه المدينة ويدعى مختد بك مييف، وقد اطلق اسمي والديه على المسجد تخليدا لذكراهما.
جرى تصميم مبنى المسجد من قبل مهندس معماري من أبناء المنطقة وهو جوزيف موير، وتم افتتاحه عام ١٩٩٨م.
جمعت هندسته المعمارية بين الطرازين التركي والتتري، حيث يتكون المبنى من ٣ طوابق ذات نوافذ متميزة، وتم دهنه بلون فيروزي مع استخدام اللون الأبيض في حواف النوافذ.
ويتزين المسجد بقبة مركزية عالية تشبه خوذة جندي مقاتل وتم طلاؤها بلون ذهبي مما زادها جاذبية، وتنبثق من جانب المبنى منارة عالية ذات تصميم فريد، وهي من غير أي شرفة بسبب البرد الشديد الذي يمنع الناس من الصلاة في المسجد عند اشتداد البرد وهبوب العواصف الثلجية، وتوجد في قمتها غرفة يمكن من خلالها رؤية المدينة ولا سيما في الربيع والصيف!
ولما كانت أشكال المساجد تراعي الاختلافات المناخية والتضاريس والفنون المعمارية في كل منطقة تستوطنها؛ فإن الظروف المناخية الصعبة في أقصى شمال الكرة الأرضية قد أثرت على تصميم هذا المبنى بشكل واضح، مثل انعدام شرفة المئذنة واتخاذ الشكل الرباعي لها، ذلك أن مثل هذه الجدران لا تتجمد، وتتمكن بهذه الصورة من مقاومة الرياح بصورة أكبر!