#مسجد (فريتاون المركزي) في مدينة فريتاون عاصمة جمهورية سيراليون.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد وسط العاصمة السيراليونية فريتاون، وهو واحد من اثنين هما أكبر المساجد في سيراليون.
ويسمى بمسجد القذافي ذلك أن منظمة الدعوة الإسلامية في ليبيا هي من قامت ببنائه وقدمته هدية للشعب السيراليوني، وأطلقت عليه اسم الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي.
ومن العجيب أن هذه الجمعية التي تنتمي إلى بلد سني قد سلمت هذا المسجد لزعيم الشيعة الاثني عشرية في سيراليون تيجان سيلا والذي ذهب للدراسة في إيران ولم يعد إلا وقد أصبح متشربا للتشيع وعاشقا له، وبفضل مواهبه الشخصية ومنها الدهاء وحلاوة اللسان، بجانب الدعم اللامحدود من إيران، سرعان ما أصبح زعيما للمجلس الإسلامي الأعلى، والذي يتبعه أحد عشر فرعاً في أنحاء البلاد، ويشرف على العديد من المساجد والمدارس، وأكبرها المسجد الذي بني بتمويل ليبي وسلمته له جمعية الدعوة الإسلامية!
ورغم تشييد هذا المسجد في غرب إفريقيا فإن تصميمه يبدو أقرب إلى النمط المعماري العربي مع لمسات عصرية، ويزدان بأربع قباب كبيرة تتوزع على النواحي الأربع، وأكبرها القبة الخامسة التي تتوسط سقف المسجد، حيث تفوقها في الارتفاع والقطر، ويقترب ارتفاعها من ارتفاع المئذنة ذات الشكل المربع والتي تعلوها شرفة جميلة !
يقوم هيكل المسجد على أعمدة اسطوانية مزدوجة وذات تقويسات جميلة، مما منح المسجد قدرا من التأنق والتألق، ويوجد في وسطه صرح مكشوف على طريقة المساجد القديمة، ويمتلك فناء متوسط المساحة تم تخضير جزء منه وتبليط الجزء الآخر ليتسع لمزيد من المصلين عند الحاجة كما يحدث في المناسبات الدينية الكبرى!
وبسبب الحجم الكبير للمسجد وإمامة زعيم المجلس الإسلامي الأعلى له الذي يرفع راية التقارب بين السنة والشيعة؛ فقد أصبح مثوى للكثير من الفعاليات الثقافية الإسلامية.
وللعلم فإن القاديانيين الأحمديين والشيعة الاثني عشرية يصولون ويجولون وسط المجتمع السني في هذا البلد الذي يمتلك أكثرية إسلامية لكنها تعاني من الجهل والفقر وتتنازعها طرق وجماعات مختلفة، مما مكّن هؤلاء من اجتذاب أعداد غير هينة من أهل السنة والجماعة إلى صفوفهم حتى أن القاديانيين يتحدثون عن أن ١٠% من السكان صاروا منهم، وذلك بفضل الفاعلية القوية للطرفين والإمكانات الثرية التي وصلت إلى حد امتلاك جامعات ومستشفيات ومعاهد ومدارس ومساجد ووسائل إعلام وإغراءات عديدة في هذا البلد الفقير!