مسجد (عبدالرحمن بن خلدون) في مدينة بومرداس بالجمهورية الجزائرية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة بومرداس عاصمة ولاية بومرداس التي تستوطن شمال جمهورية الجزائر مطلة على البحر المتوسط بشواطئه الجميلة.
جرى بناؤه على حساب الحكومة الجزائرية خلال سنوات عديدة، وتم افتتاحه من قبل والي الولاية في أول يوم من شهر رمضان الموافق لسنة ٢٠١٨م.
وقد تم بناؤه لكي يكون الأكبر في هذه المدينة؛ وهو كذلك بالفعل إذ يتسع لأزيد من عشرة آلاف مصل في مصليين منفصلين للرجال والنساء، وبهذا فإنه يعد المسجد المركزي أو كما يسميه إخواننا الجزائريون المسجد القطب.
إن هذا المبنى الضخم ليس مسجدا بالمعنى الضيق؛ فهو لا يكتفي بتوفير القاعات المريحة والكبيرة لإقامة الصلوات، بل يشتمل على أقسام أخرى متصلة بصناعة الوعي العقلي والتماسك الاجتماعي وسط أبناء هذه المدينة.
وفي هذا الإطار فإن المسجد يمتلك مدرسة قرآنية تقع بمحاذاته وتتولى تدريس الناشئة سور القرآن الكريم وبعض أساسيات الإسلام، ويتم استخدام فصولها في رمضان لإقامة موائد الإفطار الخيرية للفقراء وعابري السبيل، ويتبعه أيضا مركز ثقافي إسلامي بما يتطلبه المركز من قاعة كبرى للمؤتمرات والندوات والمحاضرات، ومكتبة غنية بالمراجع حتى يستفيد منها الباحثون وطلاب العلم في المدينة في دراساتهم وأبحاثهم.
ويزدان الهيكل الجميل للمسجد بأربع مآذن ذات شكل رباعي وتبسق في جو السماء بشموخ واضح متوزعة على أركانه الأربعة، وتتكون كل مئذنة منها من ٣ أقسام، القسم الأول أكبر حجما وأطول في الارتفاع، أما القسم الثالث فيتكون من قبة تسقف ذروة المئذنة!
ويتزين سقف المسجد بقبة كبيرة تقع في وسط مقدمة المسجد، وتتدلى منها ثريا ضخمة وأنيقة وتزخر بالنقوش والخطوط العربية الساحرة التي سطرت بعض آيات القرآن الكريم.
ويرتفع هذا الهيكل الكبير فوق عدد كبير من الأعمدة الاسطوانية التي تعلوها عقود تمت هندستها بطريقة جذابة.
ورغم ضخامة المسجد فإنه يميل إلى البساطة وعدم التعقيد، سواء في طريقة تشييده وطلائه أو في زخارفه ونقوشه!
ومن المؤكد أن مسجدا يتسع لأكثر من عشرة آلاف مصل ويقوم بوظائف تعليمية واجتماعية عديدة، يمتلك بنية تحتية كاملة تمكنه من خدمة رسالته باقتدار كامل.