شهر شعبان فوائد وأحكام📚
#شهر_شعبان_فوائد_وأحكام
#ملخصات_فقهية
🖋 د. يوسف حسين الرخمي.
🌙 من السنة تحري الصيام في شهر شعبان، كما جاء في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
🌙 صيام أيام البيض في شعبان مستحب (وهي أيام 13- 14 - 15 من الشهر)؛ فإنَّ صيام الأيام البيض مستحب في سائر الأشهر ومنها شعبان، وبصيامها يجمع المسلم بين فضيلتين هما: صيام الأيام البيض، وصيام بعض شعبان، ولكن لا ينوي بصيامها ما يسمونه (الشعبانية)؛ فإن هذا غير مشروع، ولا يشترط لصيامها أن يكون قد صام الأيام البيض في الشهر السابق أو غيره؛ فهذا الشرط مما لا دليل عليه.
🌙 ما ورد من كراهية الصيام بعد النصف من شعبان لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال المحققون من أهل العلم، فالصواب عدم الكراهة، وعلى فرض صحته فقد حمله بعض أهل العلم على من ابتدأ الصيام من بعد النصف قاصدا تحرّي ذلك، ولم تكن له عادة بالصيام، فإن كانت له عادة بالصيام، كمن يصوم الاثنين والخميس، أو كان يصوم يوما دون يوم، أو كان قد صام في النصف الأول من شعبان، أو كان يصوم قضاء، أو نذرا واجبا عليه، أو نحو ذلك جاز له الصيام دون كراهة بلا إشكال.
🌙 أغلب ما ورد من أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان، أو تخصيصها بعبادات معينة ضعيف أو مكذوب، ولكن قد صح فيها حديث رواه ابن ماجه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) وهو حديث صححه العلامة الألباني رحمه الله وغيره، والمشاحن: من الشحناء، وهي العداوة والبغضاء.
وقد قال جمهور الفقهاء ورجحه ابن تيمية باستحباب إحياء ليلتها بالصلاة، والدعاء، والذكر، وغير ذلك من الطاعات، وأن لها فضلا ليس لغيرها من الليالي، وهو قول وجيه جدا وإن لم تصح أحاديث تخصيصها بعبادات معينة؛ فإن اختيار الله لها لتكون ليلة يغفر فيها ذنوب العباد دليل على مزيّة خاصة لها ليست لغيرها وإلا لم يكن لاختيارها معنى، وتحرّي الأوقات الفاضلة بالعبادة أمر مشروع مندوب، ولكن الاحتفال بها، أو الاجتماع في المسجد للصلاة جماعة، أو الصلاة فيها على صفات وهيئات معينة غير مشروع وخلاف السنة.
🌙 ثبت النهي عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تَقَدَّموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه)، وثبت النهي عن صيام يوم الشك، وهو يوم 30 من شعبان؛ لما رواه البخاري تعليقا، والترمذي، والنسائي أن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: (من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم)، ومثل هذا له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أهل العلم، ويُستثنى من النهي من كانت له عادة أو سبب يقتضي الصيام، كأن كان يصوم الاثنين والخميس، أو يصوم يوما دون يوم، أو كان يصوم قضاء، أو كفارة، أو نذرا، أو نحو ذلك، فإنه يجوز له الصيام دون كراهة؛ لأنه إنما قصد صيام السبب أو العادة التي اعتادها ولم يقصد تقدّم رمضان بالصيام.
🌙 ورد أن الأعمال تُرفع إلى الله تعالى في شهر شعبان، كما روى النسائي وغيره، وحسّنه العلامة الألباني، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم).
🌙 من كان عليه قضاء من رمضان من النساء أو الرجال فليعجّل به في شهر شعبان؛ فلا يزال في الوقت متسع، ولا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل شهر رمضان، أو حتى يضيق الوقت فلا يقدر على قضاء كل ما فاته، ولا صحة لكراهة أو تحريم صيام القضاء بشهر شعبان كما يشاع عند بعض الناس.
🌙 ما يفعله بعض الناس في اليوم الأخير من شعبان من إعداد الأطعمة الكثيرة، وتناول ما لذّ وطاب من المأكولات، وربما جمعوا أقاربهم وأصدقاءهم لهذا الغرض، ويُسمّون ذلك (يا نفس ما تشتهي) أمر مكروه، والأفضل تركه؛ لما فيه من تصوير رمضان على أنه شهر حرمان، وما يوهم ظاهر فعلهم من تضجّرهم بالشهر الكريم وضيقهم به، ومع ذلك فغاية ما نحكم به هو الكراهة ولا نجزم بالتحريم.
🌙 شهر شعبان من الأشهر الفضيلة فليحسن المسلم استغلاله بالطاعات المختلفة، والصيام على وجه الخصوص، وليتحلّل من المظالم، ويعجّل بالتوبة من سائر الذنوب، ويتفقّد المحتاجين والفقراء في هذه الأوضاع الصعبة، وليعدّ نفسه لاستقبال شهر رمضان طيّب النفس، نقيّ الروح، طاهرا من المعاصي والذنوب.
🌷تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال، وبلّغنا شهر رمضان في صحة وعافية🌷
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك